نظم معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة IRESEN، في إطار مشاركته ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب SIAM، ندوة علمية خصصت لتقديم نتائج مشاريع البحث التطبيقي والابتكار التعاوني المنجزة بشراكة مع الجامعات ومراكز البحث والمقاولات على الصعيدين الوطني والدولي.
وشكلت هذه الندوة منصة لعرض مخرجات أربعة مشاريع بحثية رائدة تمثل تجسيدا حقيقيا لالتزام المعهد بدعم فلاحة مغربية ذكية، مستدامة وقادرة على التكيّف مع التحديات المناخية والطاقية.
1. مشروع CLIMSOL: نظام تبريد شمسي مخصص لقطاع الدواجن
تم تطوير هذا المشروع في إطار شراكة فعّالة جمعت بين كلية العلوم والتقنيات بطنجة، ومركز الطاقة الخضراء Green Energy Park ببن جرير، وشركة تربية الدواجن جمال عوام. وقد مكّن هذا التعاون من تصميم نظام نموذجي للتبريد والتكييف بالطاقة الشمسية مخصص لوحدات تربية الدواجن، ساهم بشكل كبير في الحد من نفوق الدواجن المرتبطة بموجات الحرارة المرتفعة. وقد تم تمويل المشروع بما مجموعه 2413238.15 درهم، وأسفر عن إنتاج علمي وابتكاري وازن، تَمثّل في سبع مقالات علمية منشورة في مجلات دولية مصنفة Q1 وQ2، وأربع مداخلات شفوية في ملتقيات علمية، وثلاث براءات اختراع، بالإضافة إلى تأطير أطروحتين لنيل الدكتوراه.
2. مشروع SSH: مجفف شمسي هجين وذكي موجه للقطاع الفلاحي
في إطار شراكة جمعت بين كلية العلوم والتقنيات بمراكش وشركة CADAVAL، تم تطوير هذا المشروع الذي يهدف إلى توفير حل محلي ومستدام لتجفيف المنتجات الفلاحية الغذائية. وقد استفاد المشروع من تمويل بلغ 1980764.20 درهم، مكن من تصميم نموذج تجريبي لمجفف شمسي هجين يعتمد على التسخين غير المباشر، مما يُساهم في الحفاظ على الخصائص الحسية (العضوية والذوقية) للمنتجات المجففة. وقد تُوِّج المشروع بنتائج علمية متميزة، من بينها 22 منشورا علميا، و49 مشاركة علمية في مؤتمرات وندوات، بالإضافة إلى تأطير أربع أطروحات دكتوراه، وتسجيل براءة اختراع واحدة.
3. مشروع Agriculture 2.0: أنظمة ري ذكية مدعومة بالطاقة الشمسية
تم تطوير هذا المشروع في إطار تعاون مثمر بين مؤسسة MAScIR، ومركز الطاقة الخضراء ببن جرير، والضيعات الفلاحية Les Domaines Agricoles، والمعهد التكنولوجي لجزر الكناري Instituto Tecnológico de Canarias، وشركة Elittoral S.L.N.E؛ وقد خُصص له تمويل إجمالي قدره 2098729.38 درهم، مكن من تطوير نظام متكامل يجمع بين الحساسات الدقيقة، وإنترنت الأشياء، والطاقة الشمسية، بهدف تعزيز التحول نحو فلاحة متصلة وذكية. كما ساهم الشركاء الإسبان، وفي مقدمتهم المعهد التكنولوجي لجزر الكناري وشركة Elittoral، بشكل أساسي في تقييم أداء النظام الطيفي المتعدد المحمول على طائرة مسيّرة، وضبط خوارزميات التنبؤ بما يتلاءم مع متطلبات الزراعة الدقيقة والذكية.
4. مشروع CR-SEAPI: محطة ذكية متعددة الوظائف للإنتاج الفلاحي والطاقي
تم تطوير هذا المشروع بشراكة مع المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية CNESTEN، وكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية FSTM، ومركز الطاقة الخضراء Green Energy Park ببنجرير، وشركة ARAMOBILE، وقد خُصص له تمويل إجمالي قدره 1553548.69 درهم. ويهدف المشروع إلى إحداث دفيئة فلاحية ذكية ومتصلة، تعتمد على تقنيات متقدمة لتدبير الموارد بكفاءة عالية، بما ينسجم مع تحديات التغيرات المناخية ومتطلبات الزراعة المستدامة. وقد أسفر المشروع عن إنتاج علمي قوي تمثل في ثلاث مقالات علمية منشورة في مجلات مصنفة (Q1 وQ3، منها المجلة الدولية لجمعية الطاقة الشمسية International Solar Energy Society)، وثماني مداخلات علمية في مؤتمرات متخصصة، بالإضافة إلى تسجيل براءة اختراع قيد الإيداع، وتنظيم ورشة علمية محورية حول الزراعة الذكية.
وفي هذا الصدد، صرح الدكتور سمير رشيدي، المدير العام لـمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة بأن هذه المشاريع “تشكل دليلا ملموسا على أن البحث التطبيقي، عندما يُبنى على حاجيات واقعية ميدانية ويستند إلى شراكات فعالة بين الجامعات والقطاع الصناعي ومراكز البحث، قادر على تحويل التحديات الفلاحية إلى فرص حقيقية، مضيفا: “في معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، نؤمن إيمانا راسخا بأن الابتكار يجب أن يكون مستداما، في المتناول، وموجها لخدمة العالم القروي”.
تُجسّد هذه المشاريع مجتمعة حصيلة علمية وابتكارية وازنة، تمثلت في أكثر من 32 منشورا علميا محكما، وأزيد من 60 مشاركة علمية شفوية، وتأطير 6 أطروحات دكتوراه، إلى جانب تسجيل 3 براءات اختراع تقنية وإيداع براءتي اختراع إضافيتين. وبميزانية إجمالية تجاوزت ثمانية ملايين درهم (8046280.42 درهم).
وتعكس هذه النتائج الدور البنيوي الذي يضطلع به معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة في بناء منظومة وطنية للابتكار تتمحور حول الارتباط بين الماء والطاقة والفلاحة، وترتكز على البحث العلمي، والتعاون متعدد الأطراف، ونقل التكنولوجيا نحو التطبيق الميداني.
