ورزازات في مواجهة الجفاف وتراجع الموارد الطبيعية

ECO1712 مارس 2025
الجفاف ورززات
أميمة أخي

كشف تقرير حديث صادر عن المركز الفرنسي للدراسات الفضائية عن مظاهر التغيرات المناخية التي يشهدها المغرب، مع التركيز على الوضع البيئي في الجنوب الشرقي، خاصة بإقليم ورزازات، حيث استند التقرير إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية، مبرزا التحديات التي تواجه هذه المنطقة الصحراوية في ظل استمرار الجفاف والتحولات المناخية المتسارعة.

واعتبر التقرير أن ورزازات تعد من بين المناطق الأكثر عزلة في المغرب، حيث تلعب سلسلة جبال الأطلس الكبير دور الحاجز الطبيعي الذي يمنع الكتل الهوائية الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي من الوصول إليها، مما يجعل معدل التساقطات المطرية فيها محدودا وغير منتظم، مؤكدا أن الجفاف أصبح ظاهرة بنيوية في المنطقة، ما يزيد من تعقيد جهود التنمية المحلية.

ورصد التقرير ارتفاعا مطردا في درجات الحرارة بمعدل 0.3 درجة مئوية كل عقد بين عامي 1960 و2008، متوقعا انخفاضا إجماليا للتساقطات المطرية بنسبة 35% خلال الفترة الممتدة بين 2030 و2050، هذه التحولات المناخية باتت تشكل ضغطا متزايدا على البيئة والاقتصاد المحلي، مما يستوجب استراتيجيات فعالة للتكيف مع الوضع الجديد.

وأظهرت الصور الملتقطة بواسطة القمر الصناعي الأوروبي Sentinel-3 تدهورا ملحوظا في البنية الزراعية للمنطقة، حيث أصبح 70% من الخطارات – وهي تقنيات تقليدية لجلب المياه الجوفية – خارج الخدمة بسبب تراجع التساقطات المطرية وضعف الصيانة.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة الفلاحية انعكست سلبا على الأسر التي تعتمد على هذا القطاع، مما دفع العديد من السكان إلى التخلي عن الفلاحة والبحث عن فرص أخرى داخل المدار الحضري.

وسلطت الوثيقة الضوء على النمو العمراني السريع لمدينة ورزازات، حيث استقطبت أعدادا متزايدة من السكان الذين تخلوا عن الأنشطة الزراعية التقليدية. ومع ذلك، أوضحت صور الأقمار الصناعية أن التوسع الحضري لا يزال يفتقر إلى تخطيط مركزي واضح، حيث تنتشر مناطق غير مبنية بشكل متفرق، مما يجعل المدينة بعيدة عن مصاف الحواضر الكبرى رغم الجهود التنموية المبذولة.

وأبرز التقرير أن مجمع نور للطاقة الشمسية يظل أحد الإنجازات الاستراتيجية المهمة في المنطقة رغم التحديات اكل المقالات لمقترنة بالمشروع، حيث يشكل ركيزة أساسية في سياسة المغرب للطاقة المتجددة، ويوفر فرصا اقتصادية وتنموية محلية.

ويؤكد التقرير، في مجمله، أن إقليم ورزازات يواجه تحولات بيئية واجتماعية واقتصادية عميقة في ظل تغير المناخ، مما يستدعي تكثيف الجهود لمواجهة تداعيات الجفاف، مع تعزيز التنمية المستدامة لضمان استقرار المنطقة على المدى البعيد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق