تكثف مدينة الدار البيضاء جهودها لتحسين صورتها البيئية مع اقتراب استضافة المغرب لكأس الأمم الأفريقية 2025 ومشاركته في تنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، حيث أطلقت جماعة الدار البيضاء خطة طموحة تتضمن إنشاء شرطة للنظافة بهدف معالجة التلوث وتعزيز مستوى النظافة في المدينة.
و تعمل الجماعة على تطبيق مرسوم يتعلق بالنظافة العامة وحماية البيئة، أُقر خلال ولاية المجلس الجماعي السابق بقيادة حزب العدالة والتنمية، ولكنه لم يفعل حينها.
وتهدف هذه القوة الجديدة، التي تعرف بـ”شرطة النظافة“، إلى فرض القوانين البيئية وتنظيم السلوكيات المتعلقة بالنظافة، مع استهداف سكان المدينة والعاملين غير الرسميين الذين ينبشون صناديق القمامة ويتركون الشوارع مليئة بالمخلفات.
و فرضت الجماعة حدا أدنى للغرامات قدره 100 درهم على من يلقى القمامة في الشوارع، ضمن خطواتها لتغيير العادات السلبية التي تُسهم في تدهور البيئة.
وأفادت مصادر منتخب أن شرطة النظافة ستبدأ بتنفيذ دوريات منتظمة في المقاطعات والدوائر المختلفة لمراقبة الالتزام بالمرسوم الجديد، مع التركيز على تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية النظافة في الحياة اليومية.
و تعتبر هذه الخطوة جزءا من استراتيجية أكبر تهدف إلى تحسين جودة الحياة في الدار البيضاء واستعادة بريقها كمدينة رئيسية في المغرب.
ويأتي هذا التحرك في ظل الاستعدادات لاستقبال فعاليات رياضية كبرى، ما يتطلب رفع مستوى النظافة والبيئة العامة للمدينة بما يليق بالمحافل الدولية.
و يعود نجاح هذه المبادرة إلى تضافر الجهود بين السلطات المحلية والمواطنين، فضلا عن احتياج المدينة إلى التغلب على مشكلات هيكلية تتعلق بإدارة النفايات والبنية التحتية البيئية، وستكون شرطة النظافة مسؤولة ليس فقط عن فرض الغرامات، ولكن أيضا عن التوعية والتثقيف لتعزيز ثقافة الحفاظ على النظافة.
من خلال هذه الجهود، تأمل الدار البيضاء في أن تصبح نموذجا للتحضر والاستدامة البيئية، مما ينعكس إيجابيا على مكانتها الإقليمية والدولية.
