شهد العالم نفوق حوالي 4 ملايين من طيور الغراب الشائع guillemot de Troïl بسبب موجة الحر في المحيط الهادئ بين 2014 و2016، مما عرض النظم البيئية للخطر.
وعرفت أعداد طائر الغراب الشائع، وهو طائر بحري يتواجد في المياه الشمالية، انخفاضا كبيرا في ألاسكا خلال العقد الماضي نتيجة لتغير المناخ. فبين 2014 و2016، أدت الموجة الحارة البحرية إلى نفوق 4 ملايين منها.
وتمثل هذه المذبحة ما يقرب من نصف أعداد طيور الغراب الشائع في ألاسكا، وفقا لدراسة نشرت يوم أمس الخميس 13 دجنبر الجاري في مجلة Science المرموقة.
وقالت هيذر رينر، عالمة الأحياء في إحدى المحميات الطبيعية في ألاسكا والمؤلفة المشاركة في الدراسة، لوكالة فرانس برس: ”نتحدث كثيرًا عن تراجع الأنواع المرتبطة بالتغيرات في درجات الحرارة، ولكن في هذه الحالة ليست نتيجة طويلة الأجل“.
وتصر هي وزملاؤها في الدراسة على أنه ”على حد علمنا، هذه أكبر حلقة موثقة لنفوق الحياة البرية في العصر الحديث“.
وتوضح الباحثة أن هذه النتائج يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار، لأن الاحتباس الحراري، الذي يعزى للأنشطة البشرية، يجعل موجات الحر أكثر تواترا وأكثر حدة وأطول أمدا.
يعتبر طائر الغراب الشائع، الذي يبلغ طوله حوالي أربعين سنتيمترا، من الطيور القوية بفضل أجنحته الرفيعة التي تمكنه من السفر لمسافات طويلة للعثور على الطعام، وقدراته على الغوص.
لكن هذه الموجة الحارة، التي استمرت لمدة سنتين وأثرت على مساحة شاسعة من شمال شرق المحيط الهادئ، من كاليفورنيا إلى ألاسكا، ألحقت بها خسائر فادحة. وخلال هذه الحلقة، تم العثور على 62,000 طائر هزيل أو نافق على طول آلاف الكيلومترات من الساحل.
ووفقا للباحثين، كان السبب في ذلك هو انخفاض جودة وكمية العوالق النباتية المرتبطة بالحرارة، مما أثر على أسماك مثل الرنجة والسردين والأنشوبة التي تتغذى عليها طيور الغراب الشائع.
