تعد التجارة الخارجية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز الانفتاح على الأسواق العالمية، حيث تلعب دورا محوريا في تعزيز العلاقات التجارية وتنويع الشراكات الاقتصادية؛ وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة المغرب في المشهد التجاري العالمي، أطلقت كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية مشاورات جهوية لإعداد خارطة طريق طموحة للفترة 2025-2026، تهدف إلى تحسين الصادرات، وتثمين الخصوصيات الجهوية، وتعزيز القدرة التنافسية، مع التركيز على استغلال الإمكانات غير المستغلة وفتح أسواق جديدة.
وفي هذا السياق، شهدت مدينة الداخلة لقاء تشاوريا سلط الضوء على الإمكانات الكبيرة للجهة ودورها الاستراتيجي كمحور للتجارة بين المغرب وعمقه الإفريقي.
تحسين الصادرات وتثمين الخصوصيات الجهوية
أكد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، أن الخارطة الجديدة تهدف إلى تعزيز الصادرات المغربية وتنويع الأسواق المستهدفة، موضحا كذلك أن المغرب يمتلك إمكانات تصديرية غير مستغلة تصل قيمتها إلى 120 مليار درهم، منها 12 مليار درهم داخل القارة الإفريقية. كما أشار إلى أهمية تثمين الخصوصيات الجهوية وتوجيه الجهود نحو تعزيز القدرة التنافسية واستهداف أسواق جديدة.
جهة الداخلة وادي الذهب: مركز استراتيجي جديد
تحولت جهة الداخلة وادي الذهب إلى مركز استراتيجي للتجارة الخارجية بفضل التطورات الهامة في البنية التحتية؛ومع اقتراب اكتمال مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، تتطلع الجهة إلى لعب دور رئيسي في تسهيل التبادلات التجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي ، بالإضافة إلى تميز الجهة بتنوع صادراتها التي تشمل قطاعات واعدة مثل الصيد البحري، الزراعة، والطاقة المتجددة.
إمكانات غير مستغلة في قطاع الصيد البحري
تعتبر الداخلة من أهم المناطق المغربية في قطاع الصيد البحري، حيث تحتضن 65% من المصايد الوطنية، كما تساهم وحدات تحويل الأسماك والمنتجات البحرية في تعزيز القيمة المضافة للقطاع، مما يفتح آفاقا واسعة لتطوير صناعة ناجعة ومستدامة لمنتجات البحر.
البنية التحتية: عامل حاسم في تحقيق النمو
ساهمت الاستثمارات الكبرى في البنية التحتية، مثل الطرق، والموانئ، وممرات التجارة، في تعزيز دور الداخلة كحلقة وصل حيوية بين أوروبا وإفريقيا، و في نفس السياق أشار والي الجهة علي خليل إلى أن هذه التحسينات تأتي ضمن رؤية استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المتوازنة.
أهمية التجارة الخارجية في التنمية الاقتصادية
تشكل التجارة الخارجية ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العالم، وتسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وفي هذا الصدد ، أبرز رئيس جهة الداخلة، الخطاط ينجا ، أن الإمكانات الطبيعية والموقع الجغرافي المتميز للجهة يجعلانها بوابة المغرب نحو إفريقيا ومركزا واعدا للطاقة النظيفة.
نحو خارطة طريق قابلة للتنفيذ
تهدف هذه اللقاءات التشاورية إلى جمع مقترحات الفاعلين الاقتصاديين لضمان إعداد خارطة طريق واقعية وقابلة للتنفيذ، كما تعكس هذه المبادرة التزام المغرب بتعزيز انفتاحه الاقتصادي وتطوير شراكات تجارية مربحة تخدم التنمية الشاملة.
وتعد هذه الخطوات مؤشرا على طموح المغرب لتحسين تنافسية قطاع التجارة الخارجية، وترسيخ مكانتها كمركز تجاري إقليمي ودولي. فهل ستتمكن خارطة طريق التجارة الخارجية الجديدة من تحقيق الأهداف الطموحة وتعزيز مكانة المغرب كمركز تجاري عالمي؟