كوب16.. تقرير أممي حول التهديد العالمي للأراضي الجافة

ECO1711 ديسمبر 2024
كوب16.. تقرير أممي حول التهديد العالمي للأراضي الجافة
ابراهيم بوكيوض

سلط التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة، في 9 دجنبر الجاري، تزامنا مع انعقاد أشغال الكوب16، بشأن التصحر، الضوء على أزمة بيئية غير مسبوقة؛ فبين سنتي 1990 و 2020، أصبح أكثر من 75٪ من سطح الأرض في العالم أكثر جفافا، وهي ظاهرة مقلقة لها عواقب وخيمة محتملة على النظم البيئية والزراعة والأمن الغذائي العالمي.

تم تحويل ما يقرب من 4.3 مليون كيلومتر مربع من الأراضي الرطبة، خلال ثلاثة عقود، وهي مساحة تعادل مساحة الهند، إلى أرض قاحلة. ويرتبط هذا التحول بشكل أساسي بآثار الاحترار العالمي، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتأثير المباشر على دورات هطول الأمطار. ويمكن لهذه الظاهرة أن تؤثر على ما يصل إلى خمسة بلايين شخص بحلول نهاية القرن، مما يزيد من خطر المجاعة والتشريد القسري والصراعات المتصلة بالموارد.


ظاهرة عالمية تعيد تعريف النظم الإيكولوجية
وفقا للتقرير الطي يحمل عنوان “التهديد العالمي للأراضي الجافة“، فإن الجفاف، الذي هو عجز مزمن في المياه يجعل الزراعة صعبة بشكل متزايد، يؤثر الآن على 40.6٪ من سطح الأرض في العالم، خارج القارة القطبية الجنوبية. ويمثل ارتفاعا من 37.5٪ قبل 30 سنة فقط؛ والمناطق الأكثر تضررا هي البحر الأبيض المتوسط والجنوب الأفريقي وجنوب أستراليا وأجزاء من آسيا وأمريكا اللاتينية.

يمثل الجفاف، على عكس حالات الجفاف المؤقتة، تحولا دائما في النظم البيئية والتربة، كما يقول إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: “يمكن لهذا التطور أن يعيد تعريف الحياة على الأرض بشكل لا رجعة فيه، مما يعطل التوازنات الطبيعية ويقوض سبل عيش السكان المعتمدين على الزراعة والتنوع البيولوجي”.


العواقب المتعددة للاحتباس الحراري والجفاف
ويعزو التقرير، إلى حد كبير، هذا الاتجاه إلى اشتداد الاحترار العالمي الناجم مباشرة عن انبعاثات الغازات الدفيئة من الأنشطة البشرية، وفي المقام الأول حرق الوقود الأحفوري. يتسبب هذا الاحترار في زيادة تبخر المياه وتغيير أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تفاقم الجفاف والجفاف في بعض أجزاء العالم.

وتتعدد عواقب الجفاف العميقة، بين تدهور التربة، وفقدان التنوع البيولوجي، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، والهجرة القسرية للسكان. ويمكن لملايين الناس، ولا سيما في المناطق الضعيفة أصلا، أن يواجهوا نقصا في المياه والغذاء، مما يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة العالمية ويقوض جهود التنمية المستدامة.


مستقبل غامض.. رغم الحلول الممكنة
يهدد الاحترار العالمي توازن النظم البيئية واستقرار المجتمعات البشرية. ويتفق العلماء على أن الكثير من الارتفاع في درجات الحرارة يرجع إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، مثل الوقود الأحفوري. ومع ذلك، هناك حلول للتخفيف من هذه الأزمة، و يعد الاعتماد الواسع النطاق على الطاقة المتجددة، وانخفاض استهلاك الطاقة، والتحول إلى نظام غذائي أقل اعتمادا على اللحوم، من التدابير الرئيسية للحد من تأثير التصحر وتغير المناخ. ويدعو التقرير أيضا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية لحماية الأراضي واستعادة النظم البيئية المتدهورة وبناء مستقبل أكثر مرونة في مواجهة تحديات المناخ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق