اختتمت فعاليات الدورة الثامنة لـمنتدى البحر بالجديدة، الذي نظم تحت شعار: البحر، مستقبل الأرض، بمشاركة واسعة لمسؤولين حكوميين وخبراء دوليين وشباب مبتكرين، حيث أكد المشاركون على ضرورة تسريع الانتقال نحو اقتصاد أزرق مستدام، مع تعزيز الابتكار التكنولوجي كأداة محورية لمواجهة التحديات المناخية.
إنجازات طموحة واستثمارات نوعية
في جلسة نقاش رئيسية، استعرض محمد أوحميد، الكاتب العام بالنيابة لوزارة الانتقال الطاقي، الإنجازات المغربية في مجال الطاقة النظيفة، مشيرا إلى ارتفاع حصة الطاقات المتجددة إلى 45.6% من القدرة الكهربائية الوطنية (12 جيجاواط)، مع هدف تجاوز 52% بحلول 2030 عبر مضاعفة الاستثمارات السنوية أربع مرات. وأبرز أوحميد توجه المغرب لتصدير الهيدروجين الأخضر، وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر بالاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية والريحية، لضمان أمن مائي مستدام وخفض الانبعاثات.
الشباب والابتكار: محور التغيير
تميزت الدورة بتتويج 10 مشاريع شبابية في إطار مختبر البحر SeaLab، التي تهدف إلى دفع الحلول المبتكرة لمكافحة التلوث البلاستيكي وحماية التنوع البيولوجي. وأشار زكرياء حشلاف، الكاتب العام لقطاع التنمية المستدامة، إلى أن “إشراك الشباب يضمن انتقالا طاقيا عادلا”، معلنا عن تعزيز الشراكات بين المؤسسات البحثية (مثل مازنMASEN و إيغيزينIRESEN) والقطاع الخاص لتطوير تقنيات الطاقات البحرية.
شراكات إقليمية لمواجهة التحديات
ناقش المنتدى سبل تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والأوروبية لمواجهة التحديات المشتركة، كالتلوث البترولي والصيد الجائر، مع التركيز على سياسات الاقتصاد الأزرق لتحويل السواحل إلى محركات تنموية. كما دعا المشاركون إلى إنشاء أطر تشريعية جاذبة للاستثمار الأخضر، وصندوق دولي لدعم الابتكار في المجالات البحرية.
بختام الدورة، أكد المنظمون أن “البحر ليس حدودا، بل جسرا لبناء مستقبل مشترك“، مع إعلان الجديدة كمنصة سنوية لبلورة حلول ملموسة تجعل المحيطات ركيزة للتنمية، وليس ضحية للتغيرات المناخية.