نال الباحث والكاتب المغربي الدكتور عبد الرحمان بوخفة Abderrahman Boukhaffa، مؤخرا، وسام تتويج من الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا وكندا، تكريما لمسيرته العلمية والمهنية المتميزة، وتقديرا لإسهاماته في تعزيز الهوية الثقافية واللغوية لكندا في المجالات الحكومية والأكاديمية.
وبهذه المناسبة، أجرت جريدة إيكو 17 ECO، حوارا مع الدكتور بوخفة حول رمزية هذا التتويج، والصعوبات المرتبطة بالتوفيق بين العمل الإداري والنشاط الأكاديمي، ورؤيته لطموح الهجرة الذي يراود الشباب المغربي.
ماذا يمثل لكم هذا التتويج الملكي من طرف الملك تشارلز الثالث، خاصة وأنه اعتراف بمساركم العلمي والمهني بكندا؟
يشكل هذا التتويج شرفا عظيما لي، وفي الآن ذاته مسؤولية مضاعفة. إنه تتويج لمسار طويل من الجهد والعمل المتواصل، بدأته في المغرب واستكملته بكندا، حيث تابعت دراستي العليا إلى أن حصلت على شهادة الدكتوراه بامتياز.
وعلى امتداد سنوات، انخرطت بكثافة سواء داخل المؤسسة الحكومية التي أعمل بها أو في مجال البحث العلمي، حيث واصلت النشر في المجلات المحكمة وأصدرت كتبا. فهذا التتويج هو بمثابة تتويج لمسار كامل من المثابرة والاجتهاد، وهو حافز لمواصلة العطاء.
كيف توفقون بين مهامكم الإدارية ضمن مؤسسة حكومية كندية، المرتبطة بتعزيز الهوية الثقافية واللغوية، وبين نشاطكم الأكاديمي؟ وهل تواجهون صعوبات في تحقيق هذا التوازن؟
أتولى، في عملي بالحكومة، الإشراف على مجال التواصل واللغات، حيث أمر بجميع الوثائق الرسمية من كتابة وترجمة، بدءا من البريد الإلكتروني للمسؤولين الكبار، إلى المذكرات، والخطابات الرسمية، والأجوبة الموجهة للبرلمان. وبالتوازي مع هذا العمل، أواصل جهودي في البحث الأكاديمي، من خلال حضور المؤتمرات والنشر في المجلات العلمية المحكمة، وقد صدر لي مؤخرا مؤلف جديد.
ورغم صعوبة التوفيق بين المجالين، إلا أنهما متقاطعان إلى حد كبير، وأحرص على توظيف المعارف الأكاديمية النظرية التي أطورها في الممارسة اليومية للعمل الإداري، مما يجعل منهما مجالين متكاملين.
ماهي توجيهاتكم ونصائحكم للشباب المغربي الراغب في الهجرة إلى كندا؟
أنصح الشباب بعدم الوقوع في وهم الطرق السهلة. النجاح يتطلب عملا جادا وإرادة قوية، بعيدا عن السلبية واليأس، حيث أن العديد من الشباب يصابون بالإحباط عند أول عقبة ويتوقفون عن المحاولة، في حين أن الفشل ليس نهاية الطريق بل جزء من مسار النجاح. أنصحهم بالاستعداد الذهني لمواجهة الصعوبات، وتحديد أهداف واضحة، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين. كندا بلد معطاء، لكنه لا يهب النجاح مجانا، بل يقدمه لكل من يثابر ويواصل العمل بجدية.
بهذه الرسائل الملهمة، يؤكد الدكتور عبد الرحمان بوخفة أن طريق النجاح يمر عبر العمل الدؤوب، الإيمان بالذات، والتشبث بالأمل رغم العثرات، داعيا الشباب المغربي إلى الإصرار وعدم الاستسلام لتحقيق طموحاتهم داخل وخارج أرض الوطن.
ففي زمن تحوّلت فيه الهجرة إلى حلم يراود آلاف الشباب المغاربة، يضع هذا الباحث بين أيديهم خارطة طريق واقعية للنجاح الحقيقي بعيدا عن الأوهام.