نجح باحثون من جامعة ولاية واشنطن في تطوير بديل أكثر استدامة للبولي يوريثان، أحد أكثر المواد البلاستيكية استخداما في العالم، وذلك من خلال استبدال جزء من المكونات البتروكيميائية بمادة طبيعية مستخرجة من الصنوبر، حيث اعتمدت التقنية الجديدة على استخدام اللجنين، وهو صمغ طبيعي يوجد في الخشب، ليحل محل بعض المكونات الاصطناعية في البولي يوريثان.
ويعد اللجنين من أكثر المواد وفرة في الكتلة الحيوية على الأرض، إذ يشكل نحو 30% منها، إلا أنه غالبا ما يحرق بسبب صعوبة إعادة تدويره، لكن الباحثين استطاعوا استخلاصه بطريقة صديقة للبيئة عبر استخدام مذيبات خاصة، مما أتاح الحصول على لجنين نقي مقاوم للحرارة وقابل للاستخدام الصناعي.
وأثبتت الاختبارات أن الرغوة الحيوية المصنوعة من اللجنين تتمتع بمتانة ومرونة مماثلة لنظيراتها المصنوعة من البولي يوريثان التقليدي، مما يجعلها خيارا واعدا في صناعة الإسفنج، الوسائد، مواد التعبئة والتغليف، العزل الحراري والغراء، ويقدر السوق العالمي لهذه المادة بحوالي 83 مليار دولار سنة 2024، ما يجعل تطوير نسخة صديقة للبيئة منها خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة.
ويؤكد الباحثون أن التقنية الجديدة ستخفض بشكل كبير النفايات البلاستيكية وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويتميز البولي يوريثان التقليدي بصعوبة تحلله في الطبيعة، إذ يستغرق ما بين 100 إلى 1000 سنة للتحلل، بينما ينبعث منه مواد سامة عند الحرقو. وفي المقابل، يتحلل البولي يوريثان المدعَّم باللجنين في بضعة عقود فقط، مما يجعله خيارا بيئيا أكثر أمانا.
وأبدت العديد من الشركات الصناعية اهتمامها بتطوير هذا الابتكار، الذي قد يمثل ثورة في عالم المواد البلاستيكية المستدامة، وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة ACS Sustainable Chemistry & Engineering، مما يفتح المجال أمام مزيد من الأبحاث والتطبيقات الصناعية لهذا النوع الجديد من البلاستيك.