حذر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني من أن الاحتباس الحراري يتسارع بشكل ينذر بالخطر، مؤكدا أن كوكب الأرض يبتعد عن المسار المحدد للحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي نصت عليه اتفاقية باريس للمناخ.
وسجلت سنة 2024 أعلى زيادة سنوية في تركيزات ثاني أكسيد الكربون منذ بدء القياسات سنو 1958 في ماونا لوا، هاواي. كما أظهرت بيانات الأقمار الصناعية ارتفاعا غير مسبوق في ثاني أكسيد الكربون عالميا، بسبب الظروف المناخية الحارة والجافة المرتبطة جزئيًا بظاهرة النينيو وعوامل أخرى متصلة بتغير المناخ.
وأكد البروفيسور ريتشارد بيتس، المسؤول عن تحصيل التوقعات، أن سنة 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة السنوية لأول مرة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأوضح أن هذا لا يعني بالضرورة فشل تحقيق أهداف اتفاقية باريس، لكنه يشير إلى استمرار اتجاه الاحتباس الحراري مع تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ورغم توقع انخفاض نسبي في ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون بين سنتي 2024 و2025، ومع تحول ظاهرة النينيو إلى النينيا، فإن هذا الانخفاض لن يكون كافيا للسيطرة على الاحترار.
وتحتاج تركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى التباطؤ بمعدل 1.8 جزء في المليون سنويا لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وأشارت الدكتورة فريدريك أوتو، خبيرة المناخ من إمبريال كوليدج لندن، إلى أن هذا الوضع يمثل “اختبارا للواقع”، حيث تستمر الدول في الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري، مضيفة أن : “ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة هو نتيجة مباشرة للسياسات القائمة، ما يتطلب تحركا عاجلا على المستوى الدولي”.
ويظل النشاط البشري هو المحرك الأساسي لهذه الارتفاعات القياسية، رغم التأثير المؤقت لظاهرة النينيو، مما يعزز الحاجة إلى إجراءات عاجلة لحماية الكوكب ومستقبل الأجيال القادمة.
