اكتشف علماء آثار من الدانمارك مجموعة فريدة من الأحجار المنقوشة، المعروفة بـأحجار الشمس، والتي يعود تاريخها إلى نحو خمسة آلاف سنة، في جزيرة بورنهولم الدنماركية ببحر البلطيق. تشير الدراسات إلى أن هذه الأحجار ربما استخدمت لمواجهة تغير مناخي كبير أعقب ثورانا بركانيا كارثيا.
وكشف علماء الآثار عن مئات الأحجار الصغيرة المنقوشة في موقع فاساغارد Vasagård بين سنتي 2013 و2018. واستقر السكان في هذا الموقع حوالي 3400 سنة قبل الميلاد، حيث احتوى على خنادق وحفر كانت تستخدم كأماكن تجمع أو لتقديم القرابين، إذ أودع السكان هذه الأحجار في خنادق مرصوفة بالحصى، وكانت مزينة بزخارف الشمس والنباتات، في تعبير بصري غير مألوف في شمال غرب أوروبا خلال العصر الحجري الحديث.وربط الباحثون هذا الاكتشاف بحدث مناخي كبير.
وحدد علماء المناخ في معهد نيلز بور بمدينة كوبنهاغن آثار ثوران بركاني وقع حوالي 2900 قبل الميلاد، تسبب في تقليل أشعة الشمس والتأثير على المحاصيل، بينما أكد تحليل الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وجود أدلة على هذا الثوران، كما أظهر تحليل الأشجار الأحفورية صقيعا استمر لسنوات عدة خلال مواسم النمو، مما يشير إلى اضطرابات مناخية واسعة النطاق.
وأوضح البروفيسور رون إيفرسن، قائد الدراسة التي نُشرت في مجلة Antiquity بتاريخ 16 يناير الجاري، أن سكان بورنهولم Bornholm ربما لجأوا إلى هذه الأحجار كطقس رمزي لإعادة الشمس إلى السماء أو للتعبير عن امتنانهم بعد عودتها، مشيرا إلى أن الموقع احتفظ بوظيفته كمكان تجمع لمجتمع الجزيرة، مع بناء بيوت خشبية للعبادة، حوله بعد دفن الأحجار.
وشهدت تلك الحقبة تراجعا سكانيا وانتشارا للأوبئة مثل الطاعون ثم عملية إعادة التشجير، قبل وصول سكان جدد من سهول أوراسيا حوالي 2600 قبل الميلاد.
ويطرح البروفيسور إيفرسن تساؤلات حول إمكانية أن يكون الثوران البركاني قد ساهم في حركة هؤلاء السكان غربا، في سياق التغيرات المناخية والاجتماعية التي أثرت على المنطقة.