تتواصل جهود مكافحة حرائق الغابات في لوس أنجلوس إلى غاية اليوم 15 من يناير الجاري، وسط تحديات كبيرة ناجمة عن الرياح العاتية، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن الرياح الشمالية الشرقية ستتسارع إلى 48 كيلومترا في الساعة، مع هبات قد تصل إلى 80 كيلومترا، مما يزيد من خطورة الحرائق التي تهدد أكثر من 6 ملايين شخص في جنوب كاليفورنيا.
وأسفرت الحرائق المندلعة إلى اليوم، عن مقتل 25 شخصا على الأقل، من بينهم 9 ضحايا في حريق باليساديس و16 آخرين في حريق إيتون، فيما تستمر فرق الإطفاء في جهودها لاحتواء النيران في ظروف صعبة.
وأطلقت السلطات الصحية تحذيرات من تدهور جودة الهواء بسبب الرماد المنتشر، ونصحت السكان في المناطق المتضررة بارتداء أقنعة تنفسية مناسبة لتقليل المخاطر الصحية، كما صدر تحذير الغبار والرماد الناجم عن الرياح والذي يغطي ما يقرب 17 مليون شخص يستمر حتى مساء اليوم الأربعاء.
وأصدر غافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، أمرا تنفيذيا يحظر العروض العقارية المفترسة على ضحايا الحرائق، مؤكدا أن الولاية لن تسمح للمطورين باستغلال الأزمة لشراء عقارات بأقل من قيمتها السوقية في المناطق المتضررة.
من جهة أخرى، أعلنت منطقة المدارس الموحدة في لوس أنجلوس عن نقل مدرستين متضررتين إلى حرم جامعي مؤقت لاستئناف الدراسة، مؤكدة أنها تعمل على استعادة الحياة الطبيعية، حيث تشير التقديرات إلى أن ثلث الطلاب في المنطقة تأثروا بالحرائق.
وأظهرت دراسة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن الحرائق الحالية كانت أكبر وأكثر شدة و سخونة نتيجة للتغيرات المناخية، حيث أن التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري يزيد من حجم وكثافة هذه الكوارث، مما يبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات مناخية عالمية.
في ظل استمرار هذه الكارثة، تتكاتف الجهود بين السلطات والمجتمعات المحلية لمواجهة آثار الحرائق ومحاولة إعادة الأمور إلى طبيعتها.
