يعاني الفلاحون المغاربة من كثير من العراقيل عند تصدير منتوجاتهم نحو السوق الأوروبية، منها ما هو مرتبط بأعمال الشغب التي تطال البضائع المحملة خاصة في الشاحنات التي تؤمن نقل الصادرات المغربية، و منها ماهو مرتبط باستهداف المنتوجات المغربية عبر إتلافها داخل الأسواق الأوروبية.
وللإشارة، فقد كانت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية قد عبرت، في فبراير الماضي، عن قلقها بشأن المضايقات التي تتعرض لها الصادرات المغربية باستمرار في الأسواق الأوروبية.
وعمد المغرب على مضاعفة إصراره للدفاع عن فلاحيه في السوق الأوروبية في مواجهة المنافسة المتزايدة واللوائح الصارمة بشكل متزايد.
ويوضح القرار الأخير هذا الإصرار، فقد استدعت السفارة المغربية في مدريد شركة الاستشارات الإسبانية Acento Public Affairs، وهي شركة متخصصة في الشؤون الأوروبية، بغرض تأمين صادرات الفواكه والخضروات المغربية إلى الاتحاد الأوروبي؛ علما بأن معظم الصادرات المغربية تمر عبر إسبانيا قبل الوصول إلى الأسواق الأوروبية.
وتتمتع شركة الاستشارات الإسبانية بخبرة واسعة في القطاع الفلاحي الأوروبي، و تتفرع مهمتها لشقين:
-الضغط على المؤسسات الأوروبية للدفاع عن المصالح المغربية. ويشمل ذلك استباق التطورات التنظيمية، والتي غالبًا ما تكون حاسمة في الوصول إلى الأسواق.
-إدارة التوترات التجارية، لا سيما مع بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي القلقة بشأن القدرة التنافسية المغربية.
ومن المتوقع أن يكون التنقل بين المصالح المتباينة للأطراف المعنية أمرا صعبا. فمن ناحية، يسعى المغرب إلى الحفاظ على قدرته التنافسية في سوق تعتبر حاسمة لاقتصاده. ومن ناحية أخرى، تؤدي الضغوط الحمائية والاعتبارات البيئية والصحية إلى تعقيد الأمور. وسيتعين على أسينتو استخدام الدبلوماسية لنزع فتيل التوترات وتعزيز الحلول المواتية لكلا الطرفين.