إعصار “دانا” ..بصمة تغير المناخ

ECO1731 أكتوبر 2024
إعصار “دانا” ..بصمة تغير المناخ

نجمت الفيضانات المفاجئةو الكارثية في إسبانيا عن نظام جوي مدمر يتشكل عندما يلتقي الهواء البارد مع الهواء الدافئ، مما يؤدي إلى تكوين سحب مطرية قوية، وهو ظاهرة يبدو أنها أصبحت أكثر شيوعا بسبب تغير المناخ.

وتعرف هذه الظاهرة محليا باسم دانا DANA وهو اختصار إسباني لعبارة منخفض جوي معزول في طبقات الجو العليا؛ وعلى عكس العواصف أو الرياح العادية، يمكن أن تتشكل هذه الظاهرة بشكل مستقل عن التيارات النفاثة القطبية أو المدارية.

يتسبب هبوب هواء بارد فوق مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة، في ارتفاع سريع للهواء الدافئ فتتكون سحب كثيفة محملة بالماء يمكن أن تبقى فوق نفس المنطقة لعدة ساعات، مما يزيد من قدرتها التدميرية. وقد يتسبب هذا الحدث أحيانا في عواصف بَرَدية ضخمة وأعاصير مثل تلك التي تشهدها إسبانيا هذا الأسبوع، وفقا لخبراء الأرصاد الجوية.

وتتعرض المناطق الشرقية والجنوبية من إسبانيا بشكل خاص لهذا النوع من الظواهر الجوية بسبب موقعها بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، حيث تلتقي كتل الهواء الحار والرطب مع الجبهات الباردة في منطقة تتسم بوجود الجبال التي تساهم في تكوين سحب عاصفة وهطول أمطار غزيرة.

و تعد عاصفة دانا لهذا الأسبوع واحدة من أكثر ثلاث عواصف شدة في القرن الماضي في منطقة فالنسيا، وفقا لما ذكره روبين ديل كامبو، المتحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإسبانية.  وأضاف ديل كامبو: “تطابقت التوقعات مع ما حدث بالفعل، لكن في منطقة بين أوتييل وتشيفا، في مقاطعة فالنسيا، تجاوزت كمية الأمطار 491 لتر لكل متر مربع”.

وبالرغم من أن الخبراء يقولون إن الأمر سيستغرق وقتا لتحليل كافة البيانات لتحديد ما إذا كانت هذه الظاهرة المناخية دانا ناتجة عن التغير المناخي، إلا أن معظمهم يتفقون على أن ارتفاع درجة حرارة البحر  الأبيض المتوسط وزيادة سخونة ورطوبة الظروف الجوية تساهم في حدوث المزيد من هذه الأحداث المتطرفة بشكل متكرر.

وقالت هانا كلوك، أستاذة علم المياه بجامعة ريدينغ: “سنشهد المزيد من الفيضانات المفاجئة من هذا النوع في المستقبل. إنها تحمل بصمات تغير المناخ، مع هذه الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة”. وأشارت إلى أن حتى التحذيرات المبكرة من الأمطار الغزيرة المبنية على توقعات موثوقة لم تنجح في تجنب الوفيات، وأن الناس بحاجة إلى إدراك الخطر الحقيقي.

وأضافت: “مجرد إخبار الناس بأنه سيهطل الكثير من المطر لا يكفي… لقد رأينا أشخاصا يعرضون حياتهم للخطر بقيادتهم في مياه الفيضانات، وكان هناك الكثير من الماء لدرجة أنه غمر هذه المناطق.”

قبل ظهور مصطلح دانا في أوائل الألفية الثانية، كانت أي أمطار غزيرة في فصل الخريف، وهي سمة مناخ البحر الأبيض المتوسط، تعرف في إسبانيا وبعض مناطق فرنسا باسم GOTA FRIA أي القطرة الباردة. ولا يزال هذا المصطلح يستخدم على نطاق واسع في اللغة الدارجة.

وترجع أصول هذا المصطلح إلى عام 1886 عندما أدخل العلماء الألمان فكرة kaltlufttropfen أي قطرة هواء بارد، لوصف اضطراب جوي على ارتفاعات عالية دون أي انعكاس واضح على السطح.

ووفقا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، فإن مفهوم القطرة الباردة أصبح مفهوما قديما، وتعرف الآن دانا بأنها منخفضات جوية مغلقة على ارتفاعات عالية أصبحت معزولة ومنفصلة عن التيار النفاث المرتبط بها. أحيانا، تصبح هذه المنخفضات ثابتة أو حتى تتحرك عكس الاتجاه، من الشرق إلى الغرب.

 

المصدر رويترز
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق