2024.. عام الإنجازات الخضراء بين نهاية الفحم وثورة الطاقة المتجددة

ECO1718 ديسمبر 2024
2024.. عام الإنجازات الخضراء بين نهاية الفحم وثورة الطاقة المتجددة

شهدت سنة 2024 تسجيل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة على مستوى العالم وزيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة، وهو ما عزز القلق بشأن مستقبل المناخ. ومع ذلك، لم يخل العام من إنجازات إيجابية ساهمت في مواجهة التحديات البيئية، وبرزت خطوات استثنائية تعكس قدرة العالم على إحراز تقدم ملموس.

إغلاق المملكة المتحدة آخر محطات الفحم

أغلقت المملكة المتحدة، في 30 من شتنبر الماضي، محطة “راتكليف أون سور” للطاقة في نوتنغهامشاير، لتعلن بذلك نهاية عصر الفحم في البلاد. هذا القرار يحمل رمزية خاصة، كون بريطانيا كانت أول دولة استخدمت الفحم لتوليد الطاقة خلال الثورة الصناعية.

وجاء توقف توربينات المحطة بعد عقود طويلة من الاعتماد على الوقود الأحفوري، فيما ينتظر الموقع عملية تفكيك وهدم تمتد لعامين.

وفي خطوة مماثلة، جرى تحويل محطة “فيريبريدج سي” في غرب يوركشاير إلى موقع لتخزين البطاريات بسعة 150 ميغاوات، وهو ما يكفي لتزويد 250 ألف منزل بالطاقة. وأكدت هذه التطورات أن محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالوقود الأحفوري أصبحت مواقع مثالية لتخزين الطاقة على نطاق صناعي.

إقبال العالم على استخدام الطاقة المتجددة

سجلت مصادر الطاقة المتجددة نموا كبيرا خلال سنة 2024، خاصة في الولايات المتحدة التي تجاوز فيها توليد الطاقة من الرياح إنتاج الفحم لأول مرة في أبريل الماضي. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع السعة العالمية للطاقة المتجددة بمقدار 5500 غيغاوات بحلول سنة 2030، وهو ما يعادل 2.7 ضعف السعة المسجلة سنة 2022.

وبرزت الصين كلاعب رئيسي في هذا المجال، إذ من المتوقع أن تساهم بما لا يقل عن نصف السعة التراكمية للطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الجاري.

وأوضح فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أن النمو الهائل في الطاقة الشمسية والرياح كان مدفوعا بالاقتصاد أكثر من السياسة، واصفا هذا التوسع بأنه “رائع”.

الإقرار بصفة الشخصية القانونية للطبيعة

حققت قضايا حقوق الطبيعة خطوات لافتة خلال سنة 2024، حيث جرى الاعتراف في نيوزيلندا،  بقمم منتزه “إيغمونت” الوطني كجبال لها شخصية قانونية تحمل اسم “تي كاهوي توبوا”. وفي البرازيل، منحت السلطات جزءا من المحيط صفة شخصية قانونية، بينما اعترفت مدينة لينهاريس الساحلية بالأمواج ككائنات حية تمتلك حق الوجود والتجدد.

وفي المحيط الهادئ، أبرم زعماء السكان الأصليين معاهدة اعترفت رسميا بالحيتان والدلافين كشخصيات قانونية، وأوضحت جاكلين غالانت، المحامية المتخصصة في قضايا البيئة، أن هذه الخطوات تعزز التركيز على الأضرار التي تلحق بالكائنات نفسها وتساعد في حمايتها من التهديدات البشرية.

حماية المحيطات في جزر الأزور

أعلنت جزر الأزور عن إنشاء أكبر محمية بحرية في شمال المحيط الأطلسي، حيث تغطي 30% من البحر المحيط بالأرخبيل البرتغالي، وأخضعت نصف تلك المحمية لحماية كاملة تمنع الصيد واستخراج الموارد، بينما فرضت حماية فائقة على بقية المساحة.

وتضم المحمية تسع فوهات حرارية مائية و28 نوعا من الثدييات البحرية و560 نوعا من الأسماك، مما يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي. وعلى الرغم من ذلك، أشار تقرير لمبادرة “بلومبيرغ” إلى أن 2.8% فقط من محيطات العالم تخضع لحماية فعالة.

تراجع معدلات إزالة غابات الأمازون

شهدت غابات الأمازون البرازيلية تراجعا حادا في معدلات الإزالة، حيث سجلت انخفاضا بنسبة تجاوزت 30% خلال الأشهر الـ12 حتى يوليوز الماضي، وفق بيانات المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء. وأمام زيادة الحرائق في المنطقة، شكل هذا التراجع تطورا ملحوظا يعكس الجهود الحكومية في مكافحة إزالة الغابات.

وتأتي هذه الخطوة ضمن تعهد الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بالقضاء على إزالة الغابات غير القانونية بحلول سنة 2030.

إنجازات في المحافظة علىحقوق الطبيعة

أثمرت مبادرات الحفاظ على التنوع البيولوجي نتائج إيجابية خلال سنة 2024. حيث نجحت بكازاخستان مبادرة “ألتين دالا” في إنقاذ ظباء السايغا المهددة بالانقراض، حيث ارتفع عددها من 20 ألفا سنة 2003 إلى 2.86 مليون حاليا.

وفي الولايات المتحدة، نجحت قبيلة يوروك في إعادة أسماك السلمون إلى نهر كلايمث بعد إزالة سد تاريخي في كاليفورنيا. كما حقق برنامج إعادة طيور الكندور نجاحا كبيرا، مع إطلاق طائرين جديدين في أكتوبر الماضي، ليصل العدد إلى 18 طائرا.

رغم التحديات المناخية والبيئية التي شهدتها سنة 2024، إلا أن الجهود الدولية والمحلية لم تتوقف عند مواجهة الأزمات فقط، بل حققت إنجازات ملموسة تعزز الأمل بمستقبل أفضل لكوكب الأرض، من نهاية عصر الفحم في بريطانيا إلى حماية الغابات والمحيطات وتعزيز حقوق الطبيعة، تضافرت الجهود لمكافحة التغير المناخي وحماية التنوع البيئي في العالم.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق