شهدت سنة 2024، في إطار الإستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة، التي تهدف إلى تعزيز الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتوطيد التعاون الإقليمي، توقيع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة سلسلة من الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية، حيث تنوعت هذه الاتفاقيات بين دعم البحث العلمي والابتكار، وتطوير البنية التحتية للطاقة، وتعزيز التعاون الدولي مع دول مثل بلجيكا وتركيا وفرنسا واليابان، بالإضافة إلى مؤسسات دولية كوكالة الطاقة الدولية والبنك الياباني للتعاون الدولي.
وتمثل هذه المبادرات خطوة نحو تحقيق اقتصاد أخضر منخفض الكربون، من خلال دعم مشاريع الطاقات المتجددة، وتعزيز الربط الطاقي الإقليمي، وتشجيع ريادة الأعمال الخضراء، بما ينسجم مع الالتزامات الوطنية للتنمية المستدامة.
وفي ما يلي حصر لمجمل الاتفاقيات الشراكات التي وقعتها وزارة الانتقال الطاقي و التنمية المستدامة في ما يخص مجال “الطاقات المتجددة” خلال سنة 2024:
• اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لدعم الابتكار وريادة الاعمال الخضراء:
وقعت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يوم الأربعاء 27 مارس2024، اتفاقية شراكة وتعاون بين قطاع البحث العلمي والابتكار والحكومة من أجل دعم التنمية المستدامة وتسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر وشامل بالمغرب.
وتتمحور هذه الشراكة حول تعزيز ريادة الأعمال والابتكار والبحث التطبيقي لتطوير حلول عملية مستدامة ملائمة لاحتياجات المغرب ولمضامين السياسة الوطنية للانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وكذا تقوية التآزر من خلال مقاربة مندمجة، بين التعليم العالي والبحث العلمي وريادة الأعمال البيئية، والسياسات العامة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم خلال هذه المناسبة التوقيع على اتفاقية إطار بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية والمديرية المركزية للمشتريات والتنمية لتافيلالت وفكيك (CADETAF), حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز البحث والابتكار من أجل التطوير سلاسل قيمة للمنتجات المعدنية بالمنطقة، وتثمينها وفق السياسة الصناعية للمغرب، وكذا إحداث مركز وطني للتميز في مجال التعدين التقليدي، ولاحتضان الشركات التعدينية الناشئة.
وستعطي هذه الشراكة دينامية جديدة للبحث العلمي وتطوير الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات المتعددة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وتحقيق الالتزامات المشتركة للأطراف من أجل مستقبل أكثر استدامة.
• التوقيع على بروتوكول اتفاق استراتيجي بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التجهيز والماء ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لإطلاق خارطة طريق البنية التحتية للغاز:
وقع يوم الثلاثاء 26 مارس 2024 ، على بروتوكول اتفاق استراتيجي بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التجهيز والماء ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لإطلاق خارطة طريق البنية التحتية للغاز.
ويضم هذا البروتوكول أيضا خمس مؤسسات وشركات عمومية وهي: الوكالة الوطنية للموانئ، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، بالإضافة إلى شركة الناظور غرب المتوسط والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب.
ويشكل هذا البروتوكول استمرارا لالتزام المملكة المغربية الثابت بتعزيز سيادتها في مجال الطاقة، وإزالة الكربون من اقتصادها، وربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية. ويهدف إلى تعزيز التنسيق بين السلطات العمومية بهدف إنجاز برنامج لتطوير بنية تحتية غازية مستدامة.
ويروم هذا البرنامج الذي يمتد على عدة سنوات إلى تزويد المملكة بعدة منافذ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى بنية تحتية لتخزين ونقل الغاز الطبيعي. ويتضمن البرنامج، على المدى القصير، دعم أنابيب الغاز التي تربط الأحواض المنتجة للغاز المحلي بالمستهلكين، بالإضافة إلى تطوير محطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ميناء الناظور غرب المتوسط وإنشاء أنبوب غاز جديد يربط المحطة بالأنبوب المغاربي الأوربي.
• توقيع مذكرة تفاهم بين المغرب و بلجيكا في مجال الطاقات الخضراء :
وقعت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، و حادجة لحبيب، وزيرة الخارجية البلجيكية، يوم 15 أبريل 2024 بالرباط، مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال الطاقات الخضراء تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك، وتطوير الشراكات، وتبادل الخبرات والمعارف في مجالات الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، والأمونيا وتشجيع اعتماد المعايير الموصى بها لنيل الشهادة الخضراء وكذا تشجيع البحث العلمي والابتكار.
و جرى هذا التوقيع في أشغال اجتماع اللجنة العليا المختلطة للشراكة المغربية البلجيكية، برئاسة كل من عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية و الكساندر دكرو رئيس الوزراء البلجيكي، بمشاركة ليلى بنعلي، وبحضور عدد من السيدات والسادة الوزراء من البلدين.
• تعزيز التعاون المغربي التركي في مجالات الطاقة والمعادن والجيولوجيا:
استقبلت ليلى بنعلي، الوزيرة الوصية على القطاع، يوم الخميس 27 يونيو 2024 بالرباط، ألبأرسلان بيرقدار، وزير الطاقة والموارد الطبيعية بجمهورية تركيا الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب على رأس وفد رفيع المستوى، يتكون من نائب الوزير، مدير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي، المدير العام لشركة خطوط أنابيب النفط (BOTAŞ)، المدير العام لشركة التعدين (ETİ Maden)، المدير العام لشركة النفط التركية (TPAO)، المستشارون، ونائب المدير العام لشركة خطوط أنابيب النفط (BOTAŞ)
وخلال اللقاء، وقع الوزيران اتفاقيتي تعاون: إحداهما في مجال الطاقة والأخرى تتعلق بعلوم الأرض والمعادن.
الاتفاقية الأولى في مجال الطاقة: و تتعلق بالطاقات المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والنجاعة الطاقية، وإنتاج الكهرباء وتوزيعها، وتكامل أسواق الطاقة، والتقنيات النظيفة، وإزالة الكربون، واستكشاف الهيدروكربورات.
الاتفاقية الثانية بالنسبة للمعادن وعلوم الأرض: ويتعلق بتغطية إنتاج الخرائط الجيولوجية والاستشعار عن بعد وقواعد البيانات ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، والذكاء الاصطناعي لتقييم المعادن، والبحوث الجيولوجية، وتدبير مرحلة ما بعد المنجم والرصد الزلزالي، وتدبير المعادن الاستراتيجية والحرجة، والمشاريع المشتركة لاستكشاف الموارد الطاقية والمعدنية.
وتضع هاتان الاتفاقيتان إطارا للتعاون بين البلدين لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والبحث والتطوير، والمساعدة التقنية، وبناء القدرات، وتبادل الخبراء والتقنيات، وتطوير المشاريع المشتركة، والتعاون بين وكالات الابتكار ومنظمات البحث، بالإضافة إلى الزيارات التقنية وورش العمل والندوات.
• التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وصندوق الإيداع والتدبير:
وقعت الوزيرة ليلى بنعلي، و خاليد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، يوم الثلاثاء 01 أكتوبر 2024 بالرباط، اتفاقية إطار للشراكة تهدف إلى تسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر منخفض الكربون.
وتحدد هذه الاتفاقية سبل التعاون بين صندوق الإيداع والتدبير والوزارة في مجموعة من المجالات، أبرزها الإسهام في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وتحسين الممارسات المستدامة في الإدارة العمومية والمشاركة في تنفيذ المشاريع في إطار المساهمة المحددة وطنياً بشأن تغير المناخ. كما تهدف إلى تمويل مشاريع الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية الإيكولوجية ودعم إنشاء المنظومات الصناعية، وتعزيز البحث والابتكار في مجال الانتقال الطاقي.
• التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.
يتعلق الأمر بالاتفاقية السابعة، التي وقعتها ليلى بنعلي، و أولغا جيفرنيت، الوزيرة الفرنسية المنتدبة لدى وزيرة التحول البيئي والطاقة والمناخ والوقاية من المخاطر، المكلفة بالطاقة، بشراكة استراتيجية للتعاون في مجال الطاقة والربط والانتقال الطاقي. وتهدف هذه الشراكة إلى تطوير التعاون والمبادلات بين الطرفين في مجال الطاقة، لا سيما السياسة الطاقية والتخطيط وإصدار الشهادات والتقنين، والطاقات المتجددة، والأنظمة الكهربائية، بما في ذلك الإنتاج والشبكات الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، وتخزين الطاقة، والمعادن ذات الطبيعة الخاصة، ونقل الجزيئات.
و هي الاتفاق الذي وقعته وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة خلال حفل التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية يوم الاثنين 28 أكتوبر 2024 بقصر الضيافة بالرباط، برئاسة حضور الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للاخديجة وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون مرفوقا بحرمه بريجيت ماكرون.
• توقيع شراكة جديدة في مجال الطاقة بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة AIE :
وقعت الوصية على وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، و فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة (AIE)، عقدا جديدا كإضفاء الطابع الرسمي على برنامج شراكة طموح يهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الإحصاءات وإدارة البيانات الطاقية بين الطرفين، و ذلك خلال اجتماع ثنائي نظم في الجناح المغربي بمدينة باكو، على هامش مؤتمر الأطراف COP29.
ويشكل هذا البرنامج مرحلة استراتيجية جديدة في الشراكة بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة. ويهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات: تنظيم أسواق الكهرباء والغاز، دعم الطاقات المتجددة والهيدروجين، تعزيز الانتقال الطاقي الإقليمي، الحوار حول الأمن الطاقي، تعزيز المرونة المناخية، إدماج أسواق الكربون، تقديم الدعم التقني والمؤسساتي.
• توقيع شراكة استراتيجية بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة والبنك الياباني للتعاون الدولي (JBIC):
وقعت ليلى بنعلي، و نوبوميتسو هاياشي، محافظ البنك الياباني للتعاون الدولي (JBIC)، بروتوكول اتفاق استراتيجي يوم 15 نونبر 2024، بباكو،أذربيدجان، كخطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب واليابان.
يهدف هذا الشراكة إلى تعزيز التعاون في قطاعات رئيسية ذات اهتمام مشترك، تشمل: الانتقال الطاقي، إنتاج الطاقات المتجددة، نقل وتوزيع الكهرباء، تدبير النفايات والاقتصاد الدائري، التكيف مع التغير المناخي، إزالة الكربون من سلاسل التوريد الصناعية، الكفاءة الطاقية، التكامل الإقليمي، تطوير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قدرة المغرب على مواجهة التغيرات المناخية. وقد جرت مراسم التوقيع في الجناح المغربي على هامش فعاليات 29 مؤتمر الأطراف (COP29).
تختتم وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة سنة 2024 بحصيلة غنية من الشراكات والاتفاقيات التي لم تقتصر على قطاع الطاقات المتجددة فقط، بل امتدت لتشمل مجالات حيوية أخرى، مثل الكهرباء والجيولوجيا والمحروقات والمعادن.
وتعكس هذه الجهود رؤية شمولية وطموحة لتعزيز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في مجال الطاقة والتنمية المستدامة، مع الالتزام بتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية وتقوية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة تحديات التغيرات المناخية.
