سعيد منتسب يتوج بجائزة المغرب للكتاب برواية “حساء بمذاق الورد”

ECO1715 مارس 2025
سعيد منتسب يتوج بجائزة المغرب للكتاب برواية “حساء بمذاق الورد”
خديجة مبتسم

استطاع الكاتب والشاعر والإعلامي سعيد منتسب أن يظفر بجائزة المغرب للكتاب (جائزة السرد) عن مؤلفه حساء بمذاق الورد الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع -عمان.

وكانت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قد أعلنت الأربعاء الأخير، عن فوز الكاتب سعيد منتسب ضمن الفائزين بجائزة المغرب للكتاب، برسم سنة 2024.  

وبهذه المناسبة، حاورت جريدة إيكو 17 ECO، الصحفي والروائي والشاعر الدكتور سعيد منتسب، الذي أكد أنه منذ ثلاثة عقود وهو يخوض غمار الكتابة في الظل.

واعتبر منتسب الفوز بالجائزة غبطة وفخ في الوقت نفسه، غبطة لأنه يحقق نوعا من التناغم بين القدرة والإنجاز، وفخ طويل بدون قرار، إذا انخرط الكاتب في الحلقة المفزعة للاستعراض.

ويرى الكاتب، أن بناء “الإنسان القارئ” يستوجب منا استراتيجية وطنية خلاقة، مشيرا إلى أن القراءة  تتيح لحظات عالية من المتعة الخالصة، لأنها إقامة في عالم متحرك باستمرار.

ـكيف استقبلت تتويجك بجائزة المغرب للكتاب، وما تأثيره على مسؤوليتك ككاتب ومساهم في المشهد الثقافي والإعلامي المغربي؟

منذ ثلاثة عقود، وأنا أخوض غمار الكتابة في الظل، أتعامل مع الكتابة الأدبية بمنتهى الجدية، وأعتبرها ضرورة ملحة للاستمرار في هذا الوجود الذي يحاصرنا بانتقالاته المفاجئة.

أما الفوز بالجائزة، فهو غبطة وفخ في الوقت نفسه،غبطة لأنه يحقق نوعا من التناغم بين القدرة والإنجاز، فالكاتب يعمل باستمرار من أجل أن يُرى، وأن يكون له مكانٌ (حتى وإن كان المكان وهميا) تحت الشمس، وإذا تحقق الرؤية فمعنى ذلك أن مستوى المهارة في الإنجاز مرتفع جدا ويفي بالغرض، وفخ، فخ طويل بدون قرار، إذا انخرط الكاتب في الحلقة المفزعة للاستعراض، كأنه تجاوز خط الوصول.

ومن ثمة، فالفوز بالجائزة مجرد ضوء أو مفتاح آخر للدخول بكل مسؤولية في مسارات فنية أخرى ممكنة. هذا هو الأثر الذي يمكن أن تخلفه الجوائز.
وإذا فهمت سؤالك جيدا، على الكاتب، بجائزة أو بدونها، أن يلتزم بخط الدفاع عن القيم النبيلة، وأن يكون في طليعة صانعي الجمال المتحيزين إلى “الحقيقة” ليس كمفهوم فلسفي يراهن طارقوه على الالتباس والغموض والتغيّر، بل كمعطى واقعي خالي من الاستعمال النفعي لفائدة السلطة على حساب الشعوب..

ـ ما رأيك في واقع القراءة والكتابة اليوم في العالم العربي وما التحديات التي تواجهها في المغرب تحديدا؟
بالنظر إلى معدلات القراءة في المغرب والعالم العربي، فإن الأمر يتعلق بـ”كارثة حقيقية” لا يمكن تجاهلها، لأنها هي المسؤولة الأولى أن الثغرة الحضارية التي تفصلنا عن عصرنا، ولهذا يتوجّب أن نتوقف قليلا، وبكل مسؤولية، لا لنشخص الوضع وننتقد المؤسسات ونعود إلى مواقعنا سالمين. تشجيع القراءة يتطلب تشغيل جهاز التخييل، كما يتطلب الإرادة السياسية، والقدرة على ابتداع الحلول، والجرأة في تنزيلها على أرض الواقع. ذلك أن بناء “الإنسان القارئ” يستوجب منا استراتيجية وطنية خلاقة، القراءة تربية أولا، وبنيات ومؤسسات، وطباعة ونشر وتسويق، وهي أيضا انحياز للعلم والعقل..

ـ هل صحيح أن هناك علاقة بين القراءة والإحساس بالسعادة، علما بأن الشعوب الأكثر سعادة في العالم هي شعوب تقرأ أكثر من غيرها؟
السعادة في رأيي هي ذلك التطابق الخارق بين الرغبة والإشباع، تَجَمُّعُ خطين متعاكسين أو متجاذبين في نقطة واحدة. هل هذا ممكن دائما؟ لا أعتقد ذلك. لهذا أقترح تعويض “السعادة” بـ”المتعة”. فبالفعل، تتيح القراءة لحظات عالية من المتعة الخالصة، لأنها إقامة في عالم متحرك باستمرار، يشعرك بأنك تزداد غزارة مع كل كتاب حقيقي. لا ينبغي أن ننسى أن هناك كتب سيئة أو تافهة. القراءة هي ذلك الإعجاب الجارف الذي يتيحه لنا الكتاب من أجل ندرك أشياء خارج حقل رؤيتنا، ولا يمكننا إطلاقا أن نتعرف عليها دون مساعدتهم. متعة القراءة إذن هي متعة الامتلاء والتعرف والإدراك..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق