نظم أخيرا بالجماعة الترابية مول البركي إقليم اسفي، لقاء جهويا حول نظام الزرع المباشر، لفائدة ازيد من 140 فلاحا ومهنيا، وذلك من أجل تقاسم التجارب والخبرات مع الفلاحين، من أجل ضمان ممارسات زراعية سليمة تساهم في مواجهة تحديات التغيرات المناخية مع تحسين الإنتاجية الفلاحية بأقل تكلفة.
وجاء هذا اللقاء المنظم من طرف المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة مراكش-آسفي، بتنسيق مع الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، ليشكل محطة بارزة في مسار تعزيز وعي الفلاحين والمهنيين بأهمية تبني هذا النظام الحديث، الذي يعد من أبرز الحلول المستدامة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تعيشها المنطقة، كما ان تنظيم هذا اللقاء وفق المصدر المذكور، يأتي في وقت يواجه فيه الإقليم و الجهة بصفة عامة، تحديات بيئية كبرى، أبرزها شح الموارد المائية وتدهور صحة التربة نتيجة الاعتماد على ممارسات زراعية تقليدية.
وحسب رشيد بوكطاية رئيس الجماعة الترابية مول البركي، فأكد أن اختيار جماعة مول البركي لاحتضان هذا النشاط، لم يأتي من فراغ وإنما جاء بناء على عدة اعتبارات اقتصادية ولموقعها الفلاحي داخل الإقليم والجهة، وأن فلاحيها قد آمنوا مند البداية بأهمية طريقة الزرع المباشر وواكبوها على مدى سنوات والأرقام تتحدث عن ذلك.
وأضاف بوكطاية، أن فلاحي المنطقة أبانوا عن علو كعبهم فيما يخص الزراعات الحافظة والزراعات المباشرة كالقمح، حيث تم الاعتناء بهذه المزروعات نظرا لبعدها الاقتصادي إيجابيا وكذا التأقلم مع نظرة المياه ولمردوديته على مختلف المراحل، ولإنجاح هذه الفلاحة، يقول رئيس الجماعة الترابية مول البركي، يطلب الامر تضافر جميع الجهود للحصول على نتائج مرضية، موجها شكرا لجميع الشركاء الذي اختاروا جماعة مول البركي لتكون منصة موفقة لأشغال هذا اللقاء الجهوي، حول نظام الزرع المباشر.
وأما نور الدين عاطفي، رئيس مركز الاستشارة الفلاحية بأسفي والمندوب الجهوي للجمعية المغربية للزراعة الحافظة، فأكد على أهمية هذا اللقاء باعتباره فرصة لتشجيع برنامج الزرع المباشر على مستوى المنطقة. مشيرا الى دور اللقاء في تقاسم التجارب والخبرات مع الفلاحين، من أجل ضمان ممارسات زراعية سليمة تساهم في مواجهة تحديات التغيرات المناخية مع تحسين الإنتاجية الفلاحية بأقل تكلفة.
ومن جهته، أبرز محسن عبد الحكيم مهندس زراعي، رئيس الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، أهمية هذه المحطات التواصلين كونها تمثل مرحلة استراتيجية في مسار برنامج الجمعية، حيث عملت الجمعية بجدية على زيارة مختلف الجهات لتعزيز الحوار وتوحيد الرؤى بين الفاعلين في مجال نظام الزرع المباشر، موضحا أن البرنامج سيشهد استكمال هذا النهج بالانفتاح على جهات جديدة، منها جهة الشرق، وجهة الشمال، وجهة درعة تافيلالت، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى النهوض بالقطاع الزراعي وضمان استدامته نظام الزرع المباشر في مواجهة تحديات التغيرات المناخية .
يشار إلى أن اللقاء شهد تنظيم 20 مداخلة واكبتها مناقشات عديدة من طرف العديد من الفلاحين والمهنيين همت نظام الزرع المباشر كحل من الحلول بفضل قدرته على تعزيز كفاءة استخدام المياه وتقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على صحة التربة، مما يضمن مرونة القطاع الزراعي أمام تغيرات المناخ المتسارعة.