شهدت منطقة بحر إيجة، ليلة الإثنين الماضي، عدة هزات أرضية بلغت أقواها 5.3 درجات على مقياس ريختر، وفقا للمعهد الجيوديناميكي التابع لمرصد أثينا، وسجل النشاط الزلزالي في المنطقة ارتفاعا غير اعتيادي، حيث تم تسجيل أكثر من 12,800 هزة أرضية منذ 26 يناير وفقا لبيانات جامعة أثينا، ليتم رصد 102 هزة في يوم 9 فبراير وحده، مما دفع الخبراء إلى وصف هذا النشاط بالاستثنائي، متوقعين استمراره لعدة أسابيع.
وأوضح كوستاس بابازاكوس أستاذ في علم الزلازل، أن السكان يجب أن يستعدوا لاحتمال وقوع مزيد من الهزات حتى نهاية الشهر، مشيرا إلى أنه لم تشهد المنطقة مثل هذا العدد الكبير من الهزات منذ بدء تسجيل الزلازل سنة 1964.
ووضع الدفاع المدني اليوناني جزيرة سانتوريني تحت حالة الطوارئ حتى 3 مارس، فيما تقرر إغلاق المدارس في الجزيرة وفي أمورجوس حتى يوم الجمعة المقبل، كما غادر أكثر من 11,000 شخص سانتوريني منذ بداية شهر فبراير خوفا من استمرار النشاط الزلزالي.
وفي زيارة إلى الجزيرة، أكد كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس الوزراء اليوناني، أن الوضع تحت السيطرة، مطمئنا السكان بعدم وجود مخاوف من سيناريو كارثي.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان التاريخ الجيولوجي العنيف لسانتوريني، التي شهدت قبل حوالي 3600 سنة ثوران بركان ثيرا، أحد أقوى الانفجارات البركانية في التاريخ، الذي أسفر عن تدمير جزء كبير من الجزيرة، ومخلفا الحفرة البركانية الشهيرة التي أصبحت معلما جغرافيا بارزا، وامتد تأثيره إلى جزيرة كريت المجاورة، حيث تسبب في موجات تسونامي ضخمة يعتقد أنها ساهمت في انهيار حضارة مينوس المزدهرة.
وتستمر الهزات الأرضية في هز سانتوريني، بينما يراقب العلماء الوضع عن كثب، التي ورغم استبعاد خطر اندثار الجزيرة، فإن استمرار النشاط الزلزالي بهذا الحجم يشكل إنذارا يتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستعداد لأي مستجدات قد تحملها الأيام المقبلة. ووفقًا للخبراء