فازت نزهة الوفي، الوزيرة السابقة للتنمية المستدامة بلندن بجائزة الدبلوماسية Global Women Peace Ambassador من طرف مؤسسة Women’s Frderation For World Peace.
وبحصولها على الجائزة، أول أمس السبت، عبرت الوفي عن عميق امتنانها واعتزازها بهذه الجائزة الديبلواسية، جائزة Global WomenPeace Ambassador من طرف المنظمة العتيدة والرائدة Women’s Frderation For World Peace التي اعتبرتها تتويجا لمسارها.
وأضافت الوفي “التكليف ليس مجرد لقب، بل مسؤولية عظيمة ألقيت على عاتقي في زمن تزداد فيه الحاجة إلى تعزيز قيم السلام والحوار وإعادة بناء الثقة في عالم يواجه تحديات معقدة ومتسارعة”.
وتابعت “نلتقي اليوم في ظرفية دولية دقيقة، حيث يعاني العالم من انقسامات وتشقق متزايدين، ويكاد المجتمع الدولي يفقد مرتكزاته الأساسية. لقد أصبح العالم عاجزا عن تقديم إجابات وافية للتحديات الكبرى التي تواجهنا، وتواجه عيشنا المشترك:كيف يمكن أن نتعايش معا ونحن مختلفون؟ وكيف نحافظ على وحدتنا الإنسانية في ظل تعدد الهويات والثقافات؟”
كما هنأت الوزيرة السابقة، المنظمة الدولية WFWP سواء بالجمعية العامة للامم المتحدة أو بالبرلمان البريطاني وبابريطانيا أو باروربا أو بالعالم على هذا العمل الذي وصفته بالمتميز، بهدف خدمة قضايا النساء والأسرة والإسهام في تعزيز مفهوم المواطنة من أجل سلام مستدام، وإثراء مسار الحوار الحضاري، معتبرة هذا العمل نموذجا حيا للإجابة عما نعيشه من قلق وتحديات تخص التعددية الثقافية والحوار والسلام .
وفي هذا السياق، استحضرت الوزيرة المتوجة، النموذج المغربي، الذي تقول عنه بأنه “يمثل انعكاسا حيا لهذه القيم، وفيه قيم التسامح والسلام واحترام الاختلاف ليسا مجرد شعارات، بل هما أسلوب حياة، فالمملكة المغربية، بفضل تاريخها العريق وهويتها المتعددة الثقافات، ظلت عبر القرون نموذجا للتسامح والتعايش”.
وزادت قائلة “إن المغرب، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، ظل يحافظ ويقاوم من أجل حماية التعددية والتنوع الثقافي الذي يميزه، فهو على مدى قرون، تميز بالقدرة على إنتاج التوافق الجماعي وبلور أجوبة مؤسسة للتراكم الثقافي الغني. وأزعم أن المغرب، بخصوصيته الثقافية، يصلح في هذا السياق الصعب الذي نعيشه، أن يكون مرجعا لعالم يكاد يفقد بوصلته وأهم مرتكزاته المرجعية، ومهددا بعودة الانتكاسات والنزاعات الايديولوجية المتفاقمة”.
وأشارت الوفي إلى أن المغرب استطاع أن يكون جسرا بين الحضارات والثقافات، حيث اجتمع فيه روح الإسلام السمح والروح الإفريقية، والأصالة العربية، والانفتاح المتوسطي، لينسج تجربة فريدة من التعايش، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فقد قدم المغرب للعالم نموذجا عمليا لتعزيز قيم الحوار والتعايش، سواء من خلال: رعاية الحوار بين الأديان، ودعم القضايا الإنسانية في إفريقيا، أوتبني سياسة هجرة إنسانية.
وأردفت قائلة “لقد كان للمجتمع المغربي الذكاء والرؤية ليستوعب الحضارات المختلفة التي مرت به، لا بمنطق الإقصاء أو التبسيط، بل بمنطق التراكم والاغتناء. وبهذا، أصبح المغرب بلدا غنيا بتنوعه، حيث انصهرت فيه الحضارات الأمازيغية، واليهودية، والعربية، والإفريقية، في لوحة واحدة تعكس الوحدة والاختلاف”.
وتابعت “في عالم يتآكل فيه الإيمان بإمكانية العيش المشترك بسبب الحروب، والأزمات الاقتصادية، والتحديات البيئية، يصبح التعايش ودرء الكراهية مرتبطا بخلق بيئة تعيد الثقة للناس بأن كسب هذا التحدي ممكن. ولتحقيق ذلك، أركز على محورين أساسيين العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، فلا يمكن أن نحقق سلاما وتعايشا مستداما دون مواجهة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية التي تقوض الاستقرار، والحوار الثقافي والديني، نحن بحاجة إلى استثمار أعمق في تقارب الشعوب والثقافات، وتعزيز دور النخب العلمية والثقافية لبناء جسور التفاهم المتبادل.
ووجهت الخبيرة البيئية دعوة خاصة إلى الشباب والنساء، باعتبارهم عماد المستقبل ومحرك التغيير قائلة: “إن مشاركتهم النشطة في بناء مرجعيات العيش المشترك، وتعزيز قيم الحوار أمر لا غنى عنه، ليس فقط لأنهم يمثلون الأغلبية، ولكن لأنهم يحملون رؤية جديدة قادرة على تجديد الثقة بين الشعوب”.
وختمت بأن “العيش المشترك يبدأ عندما نؤمن بأن اختلافنا هو مصدر قوتنا، وأن الحوار هو أرقى أشكال الإنسانية، وأن قيم التسامح، والعمل الجماعي، والإيمان بأن درئ الكراهية والسلام والتعايش ليس خيارا، بل هو ضرورة وجودية”.