مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة..برنامج الدورة 28

ECO178 مايو 2025
مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة..برنامج الدورة 28

تستعد فاس، حاضرة العلم والتصوف، لاحتضان الدورة 28 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة، الذي ينطلق هذا العام تحت شعار “انبعاثات”، احتفاء بالتجدد الثقافي والروحي والفني، وتأكيدا على قيم العيش المشترك. وتأتي هذه الدورة في ذكرى مرور 44 سنة على إدراج المدينة العتيقة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يضفي بعدا رمزيا خاصا على التظاهرة.

افتتاح مهيب بعروض عالمية
سيفتتح المهرجان بعرض فني كبير بعنوان “انبعاثات، من الطبيعة نحو المقدس”، بمشاركة فنانين من إفريقيا والعالم العربي وأوروبا، في حفل يجسد التلاقح الثقافي بين الشرق والغرب. وتقام العروض بين باب الماكينة والمسرح الأخضر لجنان السبيل، في فضاءات تتناغم مع عراقة المدينة وتاريخها العريق.

إيطاليا ضيف شرف.. وإفريقيا في الصدارة
تكرس هذه الدورة قيم التعاون الثقافي جنوب-جنوب، من خلال حضور قوي للقارة الإفريقية، إلى جانب احتفاء خاص بإيطاليا كضيف شرف. وتتجسد هذه الشراكة في توأمة فريدة بين مدينتي فاس وفلورنسا، إلى جانب برمجة غنية بالفنون الإفريقية، تعكس رؤية المغرب الاستراتيجية للتقارب مع أشقائه الأفارقة.

برمجة متنوعة: من الصوفية إلى الأندلسية
على مدى 9 أيام، سيستمتع الجمهور ببرنامج حافل يوزع على 3 لحظات يومية:
– الجلسات المسائية في حدائق جنان السبيل (ابتداء من الخامسة مساء).
– العرض الرئيسي في ساحة باب الماكينة.
– الأمسيات الروحية (ابتداء من الحادية عشرة ليلا).

ومن أبرز الفقرات المنتظرة:
– السبت 17 ماي: عروض صوفية من المحيط الهندي مع فرقة “ديبا دي مايوط”، والمجموعة العمانية “أريج”، وأساتذة الطبول من بوروندي، إلى جانب موسيقى مونتفيردي.
– الأحد 18 ماي: أمسية صوفية مع دراويش إسطنبول، وعرض للفنان المالي أداما سيديبي، وموسيقى الجاجوكا.
– الخميس 22 ماي: ليلة أندلسية ضخمة بمناسبة ذكرى تصنيف فاس تراثا عالميا، بمشاركة 44 عازفا بقيادة الأستاذ محمد بريول والشيخ علي الرباحي.

منتدى فكري: الذكاء الاصطناعي والتراث
بالتوازي مع العروض الفنية، سينظم المهرجان منتدى فكريا يناقش موضوعات مثل “الثقافات والتراث” و”دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الهوية”، في حوار يجمع بين الأصالة والابتكار.

فاس.. جسر بين الماضي والمستقبل
لا تزال فاس، بعمارتها التاريخية وروحانيتها الصوفية، جسرا يربط بين الثقافات والأديان، كما تؤكد ذلك الدورة الحالية للمهرجان. فكل سنة، مع انعقاد هذا الموعد الفني الكبير، تثبت المدينة أنها قادرة على “الانبعاث” من جديد، حاملة رسالة التسامح والإبداع إلى العالم.

يشكل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة محطة ثقافية لا غنى عنها، تضع المغرب في قلب الخريطة الفنية العالمية، وتؤكد أن الفنون تظل لغة التواصل الأقوى بين الشعوب.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept