متحف محمد السادس لحضارة الماء، أول معلمة متحفية في هذا المجال

ECO1715 سبتمبر 2024
متحف محمد السادس لحضارة الماء، أول معلمة متحفية في هذا المجال
أمين بوخويمة

يعتبر متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش أول معلمة متخصصة في تاريخ وحضارة الماء بالمغرب ، تهدف إلى ترسيخ الوعي بأهميته وقيميته الكبيرة في حياتنا وكيفية التعامل معه باعتباره موردا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه.

ويقع هذا المتحف الذي تم تدشينه من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والمنجز من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على مساحة إجمالية تصل إلى خمسة هكتارات ، وبغلاف مالي يقدر بـ 163 مليون درهم.

ويتوفر المتحف على فضاء للعروض الدائمة بثلاثة مستويات، وآخر للعروض المؤقتة، بالإضافة إلى جناح تربوي يضم قاعات للتكوين والإعلاميات، وجناح إداري ومرافق أخرى، إلى جانب عرصة خاصة بالماء على امتداد ثلاثة هكتارات، فضلا عن استنساخات حية للتراث المائي التقليدي (السواقي، والمطفيات، والنافورات، ورحى الماء، وموزع المياه والناعورة)، وفضاءات لاستعراض أفضل الممارسات الإيكولوجية الجيدة للماء ومنصة للعروض الفنية والموسيقية في الهواء الطلق.

ويعرض في متحف محمد السادس لحضارة الماء أدوات ومخطوطات أصلية ذات قيمة تراثية مضافة تم جمعها من مختلف تراب المملكة، تسرد مختلف الأوجه المرتبطة بالماء، من حيث الاستعمال، والجمع، والتصريف، والتدبير والطقوس، وذلك من خلال المحاور الموضوعاتية العشرة لسرد حكاية الماء وهي الخصائص الفيزيائية والكيميائية للماء والمصادر المائية بالمغرب، وواقع الحال، والتراث المائي القروي التقليدي للأنظمة الإيكولوجية المغربية الكبرى (الواحات، الجبل، السهول والصحراء)، التراث المائي الحضري لثلاث مدن تاريخية (فاس، مراكش وتطوان)، والقانون العرفي وأنماط التدبير التقليدي، ودور الوقف في تدبير المياه الحضرية ، والتقاليد الروحية والطقوس والأعياد المرتبطة بالماء، وسياسة السدود وقانون الماء لصاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني، والإستراتيجية الوطنية للماء والسياسة الرشيدة الجديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ثم أخيرا إكراهات وتحديات المستقبل بخصوص هذه المادة الحيوية.

ويعكس هذا المتحف، الرؤية المتبصرة للملك الراحل الحسن الثاني، والملك محمد السادس بخصوص سياسة السدود والإنجازات المائية الكبرى بالمملكة، وإظهار استعمالات هذه المادة الحيوية في جانبي النظافة والطهارة وبعض الاستعمالات الاقتصادية والتقنية التقليدية للماء.

وجاءت فكرة هذه المعلمة الفريدة من نوعها لإظهار الأبعاد الروحية للماء والتعبير عن مشاعر الإكبار لمنجزات جلالة المغفور له الحسن الثاني في ميدان الماء، وكذا في إطار ما ترمي إليه الخطب الملكية السامية بضرورة التحسيس بأهمية الماء، ووضعيته التي أصبحت تستدعي تغيير نظرة الناس إليه، وترشيد استعماله خاصة في ظل تفاقم الوضع المائي في المغرب والعالم ضمانا لحقوق الأجيال الحالية والقادمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق