تشير دراسات حديثة إلى أن نمط الحياة المستقر الذي يتسم بالجلوس لفترات طويلة، يمكن أن يؤثر سلبا على صحة القلب والأوعية الدموية، وهو التحدي الصحي العالمي الذي يعاني منه ملايين الأشخاص بسبب طبيعة حياتهم المهنية وأنماط حياتهم اليومية.
ويؤكد فرانسوا كاري، طبيب القلب ومؤلف كتابanger sédentarité ، vivre en bougant plus، أن جسم الإنسان مهيأ للحركة المستمرة بفضل العضلات، والأربطة، والمفاصل، والهيكل العظمي.
وعند الجلوس لفترات طويلة، يحدث نقص في تزويد عضلة القلب بالأكسجين، ما يؤدي إلى تقليل قدرة الأوعية الدموية على التمدد، وهو ما يتسبب في تجمع الدم في الأطراف السفلية؛ هذا الوضع يؤدي إلى مشكلات مثل تورم الكاحلين، وثقل الساقين، وأحيانا التهابات موضعية. كما أن انخفاض تدفق الدم يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى مثل صعوبة التنفس، والإرهاق عند بذل مجهود بسيط، وآلام في الصدر.
ويمكن أن يؤدي الجلوس المستمر إلى تعطيل عمليات التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع الكوليسترول، والسمنة.
يتجاوز تأثير الجلوس الطويل الأضرار القلبية إلى جوانب أخرى، حيث يمكن أن يسبب مشاكل هضمية مثل الإمساك، نتيجة الضغط المتواصل على الجهاز الهضمي. كما يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي، وهو عامل يضر بخلايا الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
يمكن تقليل التأثير السلبي للجلوس باتباع إجراءات بسيطة لكنها فعالة للحفاظ على صحة القلب وتحسين نوعية الحياة:
إدراج الحركة في الروتين اليومي؛ حاول إدخال المشي كجزء أساسي من تنقلاتك اليومية. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم وسائل النقل العام، قم بالنزول قبل وجهتك النهائية بمحطة واحدة على الأقل واستكمل المسافة سيرا على الأقدام.
النشاط البدني المتوسط أو الشديد؛ يشمل أي نشاط يرفع معدل ضربات القلب، مثل المشي السريع أو الرقص أو صعود السلالم، وليس بالضرورة أن يكون تمرينا رياضيا منظما.