في ظل استمرار الجفاف وتزايد الضغوط المناخية، كشف قاسم بناني سميرس، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للحوامض، عن تراجع مقلق في المساحات المزروعة بالحوامض في المغرب بنسبة 30% بين سنتي 2021 و2025، لتستقر عند 91.342 هكتار فقط.
جاء ذلك خلال المؤتمر الوطني الأول للحوامض المنعقد بمراكش، والذي تنظمه الفيدرالية تحت إشراف وزارة الفلاحة، حيث شدد بناني سميرس على أن القطاع يعاني من نقص حاد في مياه السقي، إلى جانب اشتداد المنافسة الدولية، خاصة من السوق المصرية، ما أثر سلبًا على الإنتاج والتصدير.
وسجلت جهة سوس-ماسة أكبر تراجع في المساحات المزروعة، في حين استطاعت جهة مراكش-آسفي الحفاظ على استقرارها النسبي بفضل صنف “النادوركوت”، الذي بات يمثل حوالي 50% من صادرات الحوامض رغم كونه يغطي فقط 10% من المساحة المزروعة.
ويبلغ إجمالي الانخفاض في المساحة المزروعة ما يقارب 40 ألف هكتار خلال العقد الماضي، حيث انخفضت زراعة الفواكه الصغيرة بنسبة 33% والبرتقال بـ22%، بسبب تراجع الموارد المائية، وشيخوخة البساتين، حيث أن 15% منها تجاوز عمرها 40 سنة.
ورغم هذه التحديات، يرى الفاعلون أن هناك بوادر أمل، خاصة في ظل الدعم الحكومي، وتراجع الإنتاج العالمي في دول منافسة، مثل البرازيل والولايات المتحدة، مما قد يفتح فرصًا جديدة للتصدير.
وأكد رئيس الفيدرالية أن الحفاظ على هذا القطاع الحيوي يتطلب خطة عاجلة تشمل: تجديد البساتين المسنة، مراجعة التوزيع بين السوق المحلي والتصدير، وتقييم الإمكانيات الإنتاجية حسب المناطق، إلى جانب تحسين تدبير اليد العاملة المتخصصة.