أعلنت السلطات الإسبانية، اليوم الأربعاء (30 أكتوبر 2024)، عن وفاة 51 شخصا جراء الفيضانات العارمة التي اجتاحت مناطق واسعة من جنوب وشرق البلاد، بعد هطول أمطار غزيرة حولت الشوارع إلى أنهار جرفت المركبات وعطلت البنية التحتية، وأكدت خدمات الطوارئ في منطقة فالنسيا، الواقعة على الساحل الشرقي، ارتفاع حصيلة القتلى مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة.
وقد شهدت العواصف الأخيرة تصاعدا في شدتها، حيث خرج قطار فائق السرعة، كان يحمل نحو 300 راكب، عن مساره قرب مدينة مالقة، دون وقوع إصابات، إلا أن حركة القطارات فائقة السرعة بين فالنسيا ومدريد توقفت مؤقتا، إضافة إلى توقف خدمات القطارات الأخرى في عدة خطوط للركاب.
وفي خطوة استباقية، حشدت السلطات الإسبانية أكثر من ألف جندي من وحدات الاستجابة للطوارئ، مدعومين بمروحيات الإنقاذ لنقل السكان الذين علقوا في منازلهم ومركباتهم، مع تركيز الجهود على إنقاذ الأشخاص المحاصرين وتأمين المناطق المتضررة، كما شكلت الحكومة المركزية لجنة أزمة لتنسيق الجهود الإغاثية والإسراع بعمليات الإنقاذ والإغاثة.
يأتي هذا الحدث وسط سلسلة من العواصف الخريفية الشديدة التي شهدتها إسبانيا في السنوات الأخيرة، حيث تعزى هذه الظواهر المتطرفة، بحسب العلماء، إلى تأثيرات تغير المناخ.
يذكر أن البلاد تعرضت في وقت سابق من هذا العام لموجة جفاف شديد، مما يزيد من التحديات البيئية التي تواجهها إسبانيا، ويضع ضغطا إضافيا على البنية التحتية وجهود الحماية من الكوارث الطبيعية.