غزة تغرق في العطش.. أزمة مياه خانقة تهدد بكارثة إنسانية

ECO1725 أبريل 2025
غزة تغرق في العطش.. أزمة مياه خانقة تهدد بكارثة إنسانية
إيمان بنسعيد

دفعت الحرب الإسرائيلية الأخيرة قطاع غزة إلى حافة انهيار مائي وصحي غير مسبوق، وسط تدهور حاد في البنية التحتية وعجز تام عن تأمين مياه الشرب للسكان.

لقد دخلت غزة مرحلة حرجة من أزمة المياه التي تفاقمت بشكل كبير منذ شهر أكتوبر 2023، بعدما قصفت القوات الإسرائيلية البنية التحتية الحيوية في القطاع، حيث منعت الحرب السكان من الوصول إلى مياه نظيفة، وحرمت 90% منهم من الحصول على مياه صالحة للشرب، حسب تقارير الأمم المتحدة.

كما دمرت الغارات الإسرائيلية أكثر من 85% من شبكات المياه والصرف الصحي، وأخرجت جميع محطات الصرف عن الخدمة، مما أدى إلى تلف 2263 كيلومترا من خطوط المياه وتعطيل 47 محطة ضخ. وشلت الحرب كذلك من بين اثنتين إلى ثلاث محطات تحلية رئيسية، تاركة السكان يواجهون نقصا حادا في المياه.

اضطر المواطنون إلى الاعتماد على كميات ضئيلة من المياه المحلاة أو مصادر ملوثة تشكل خطرا على صحتهم. وبلغت الكارثة ذروتها في جنوب القطاع، حيث يحصل الأطفال والنازحون على ما لا يزيد عن لترين يوميا، وهو أقل من الحد الأدنى للبقاء الإنساني.

وفي السياق ذاته، رصدت تقارير اليونيسف والصليب الأحمر والأونروا ما وصفته بـالطوارئ المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت الأدنى عالميا في مؤشر الوصول إلى المياه الآمنة، بنسبة لا تتجاوز 10%. وحذر خبراء الصحة من تفشي أوبئة مثل الكوليرا بسبب انعدام المياه النظيفة وتراكم النفايات.

كما أطلقت المنظمات الدولية نداء عاجلا يطالب بتدخل فوري لتأمين المياه والوقود ومواد إعادة الإعمار، بهدف وقف التدهور الإنساني وإنقاذ حياة أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار والدمار.

تظهر الكارثة المائية في غزة عمق المعاناة التي يعيشها السكان، وتؤكد الحاجة الماسة لتحرك دولي عاجل يوقف النزيف الإنساني ويعيد الحياة إلى البنية التحتية المنهارة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept