طيور “البطريق الإمبراطور” ستنقرض بحلول نهاية القرن

ECO173 ديسمبر 2024
طيور “البطريق الإمبراطور” ستنقرض بحلول نهاية القرن
أميمة أخي

يواجه البطريق الإمبراطور، أحد أكثر الكائنات البرية المميزة في القارة القطبية الجنوبية، خطر الانقراض بحلول نهاية القرن الحالي إذا استمر الاحتباس الحراري على وتيرته الحالية. و في دراسة حديثة أجراها معهد “وودز هول” لعلوم المحيطات بالتعاون مع باحثين دوليين، ونشرت في مجلة Global Change Biology، تشير إلى أن أعداد هذه الطيور قد تنخفض بنسبة تصل إلى 86% بحلول عام 2100، ما يجعل تعافيها شبه مستحيل.

و تعتمد طيور البطريق الإمبراطور على الجليد البحري لتأمين حياتها، حيث تستخدمه كقاعدة لتأسيس مستعمراتها والتكاثر وتربية صغارها. كما يوفر لها قربها من المياه المفتوحة إمكانية الوصول إلى الغذاء، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري يؤدي تدريجيا إلى تقليص مساحة هذا الجليد، مما يهدد موائلها الطبيعية.

وتقول ستيفاني جينوفرييه، عالمة بيئة الطيور البحرية والمؤلفة الرئيسية للدراسة : إذا استمر الاحتباس الحراري بالمعدل الحالي، فإن مصير البطاريق الإمبراطور في القارة القطبية سيكون مأساويا.. إن اختفاء الجليد البحري يعني اختفاء أساسي لموائلها ومصادر غذائها.

و اعتمدت الدراسة على دمج نموذجين حاسوبيين متقدمين لتقديم رؤية متكاملة عن مستقبل البطريق الإمبراطور؛ النموذج الأول، الذي طوره المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR)، قدم توقعات دقيقة بشأن تشكل واختفاء الجليد البحري تحت سيناريوهات مناخية متعددة. أما النموذج الثاني، فقد ركز على دراسة تأثير التغيرات المناخية على مستعمرات البطاريق الإمبراطور وكيفية تفاعلها مع فقدان موائلها الطبيعية.

و أكدت الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة لحرق الوقود الأحفوري، يتسبب في تسخين المحيطات وزيادة تبخر المياه، ما يؤدي إلى تعزيز قوة العواصف واختفاء الجليد البحري.

كما أن ارتفاع درجات حرارة الهواء يزيد من قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يسبب تغيرات كبيرة في أنماط الطقس وهطول الأمطار.

ويشكل خطر انقراض البطريق الإمبراطور تحذيرا عالميا بشأن تأثير التغيرات المناخية على الأنظمة البيئية، هذه الكائنات ليست مجرد رمز للحياة البرية، بل تلعب دورا أساسيا في النظام البيئي القطبي. ويشير العلماء إلى أن فقدانها يهدد التوازن البيئي في المنطقة، مما يعكس تأثيرا أعمق على التنوع البيولوجي العالمي.

و دعت الدراسة المجتمع الدولي وصناع القرار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحد من انبعاثات الكربون والتصدي لتغير المناخ، و إلى تحسين السياسات البيئية وتعزيز حماية المناطق القطبية من أجل حماية هذه الطيور الفريدة وضمان بقائها، باعتبار أن الحفاظ عليها مسؤولية إنسانية و أن مصيرها يعكس مدى التزام العالم بحماية الحياة البرية والتصدي للأزمة المناخية التي نعيشها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق