يواصل صندوق الثروة السيادي النرويجي، وهو الأكبر في العالم بقيمة 1.8 تريليون دولار، استثماره في مشاريع الطاقة المتجددة رغم الصعوبات التي شهدها السوق خلال سنة 2024، حيث أكد أحد مسؤولي الصندوق أن المؤسسة ستستمر في البحث عن فرص جديدة في الأسواق، سواء كانت مدرجة في البورصة أو خاصة، معتبرا أن الاستثمار في هذا القطاع يظل خيارا استراتيجيا طويل الأمد.
وسجلت أصول الطاقة المتجددة أداء ضعيفا خلال العام الماضي، حيث تكبدت شركات بارزة مثل أورستد الدنماركية وإيبردرولا الإسبانية خسائر كبيرة، وانعكس هذا التراجع أيضا على استثمارات الصندوق في مشاريع البنية التحتية للطاقة المتجددة، حيث سجلت عوائد سلبية بنسبة -10% خلال 2024.
و في هذا السياق، شدد هارالد فون هايدن، الرئيس العالمي للطاقة والبنية التحتية في الصندوق، خلال مؤتمر في مدينة أوسلو، على أن الاستثمار في الطاقة المتجددة يظل قرارا استراتيجيا ذكيا للمستثمرين ذوي الأفق الطويل، مضيفا أن السوق الحالية قد تتيح فرص شراء أصول الطاقة المتجددة بأسعار منخفضة، خاصة في ظل تراجع تقييمات العديد من الشركات الكبرى.
وقام الصندوق بإعادة هيكلة استثماراته، عبر دمج فريقي الاستثمار في الطاقة المتجددة المدرجة وغير المدرجة في البورصة، مما يعزز من كفاءته في اقتناص الفرص الاستثمارية، وسمح البرلمان النرويجي، منذ سنة 2020، للصندوق بالاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة غير المدرجة، شريطة أن تكون في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وأوضح فون هايدن أن البداية كانت بطيئة، حيث اتسمت الفترة الماضية بالتردد والتقييم الحذر، مؤكدا من جهة أخرى أن الصندوق يرى الآن فرصا استثمارية أكبر، خاصة مع نمو فريقه إلى 20 خبيرا.
ويضع الصندوق طاقة الرياح البحرية كأولوية استراتيجية، نظرا لموقعه في أوروبا ولوجود شبكة واسعة من الشركاء المحتملين، ساعيا في الوقت ذاته لتوسيع استثماراته لتشمل تقنيات البنية التحتية الأخرى للطاقة المتجددة، مثل تطوير الشبكات الكهربائية وتخزين الطاقة، لدعم تحول الطاقة المستدام.