يخلد المغرب في العاشر من ماي من كل سنة مناسبة بيئية وإنسانية ذات أبعاد استراتيجية، وهي اليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يمثل فرصة ثمينة لإبراز أهمية هذه الشجرة العريقة، ليس فقط كعنصر بيئي مقاوم للتغيرات المناخية، بل أيضا كرافعة للتنمية المحلية المستدامة بالمناطق القروية، خصوصا في جنوب المملكة.
وقد حظيت شجرة الأركان باعتراف دولي منذ سنة 1998، عندما صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية، لتتوالى بعد ذلك الاعترافات، حيث أقرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو النظام الزراعي المرتبط بها كنظام تراثي زراعي عالمي نظرا لأهميته الإيكولوجية والاجتماعية.
هذه الشجرة المتجذرة في عمق الثقافة والمجتمع المغربي، لا تزال تلعب دورا أساسيا في حفظ التنوع البيولوجي، والحد من التصحر، إضافة إلى مساهمتها الكبيرة في التمكين الاقتصادي للنساء في المناطق القروية، من خلال تعاونيات إنتاج زيت الأركان ومشتقاته، مما يمنحها بعدا تنمويا ومجتمعيا متكاملا.
وفي هذا السياق، تؤكد لطيفة يعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ANDZOA أن هذه الشجرة تمثل “حصنا حيا” في وجه التقلبات المناخية، وأداة فعالة للتمكين الاجتماعي والاقتصادي، خصوصا لفئة النساء القرويات.
وقد أطلق المغرب، على مدى السنوات الأخيرة، سلسلة من المبادرات والمشاريع الطموحة لحماية وتثمين شجرة الأركان، من بينها برنامج زراعي يهدف إلى غرس وتهيئة 10.000 هكتار من هذه الشجرة عبر عدد من الأقاليم، في إطار مقاربة تنموية تأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي والاقتصادي والاجتماعي.
ويشهد اليوم العالمي لشجرة الأركان تنظيم مجموعة من الأنشطة العلمية والثقافية والتوعوية من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، تهدف إلى تسليط الضوء على الأبعاد المتعددة لهذه الشجرة الاستثنائية، التي ترمز للصمود وتحمل في وجدان المغاربة قيمة رمزية وعاطفية كبيرة.
يتكون برنامج الأنشطة من لقاءات علمية في أكادير وتارودانت، مسابقات فنية للمدارس، عمليات الزرع، مهرجان سوس لتذوق الطعام، مهرجان أركان ايههاني بتمنار، نصف ماراثون بيئي، تدريب المرأة القروية..
