يبحث بعض الناس عن النوم لساعات، فيما يستمتع به آخرون كالأطفال. يمكن أن تتحكم العديد من العوامل في جودة النوم ليلا، كالوقت الذي نقضيه أمام الشاشة، والإجهاد، والإفراط في تناول الكحول… ولكن هناك سبب آخر لا ننتبه له، هو الميكروبات الموجودة في أمعائنا.
شكل النوم موضوعا للعديد من الأبحاث التي حاولت سبر أغواره و استكشاف الأسباب التي تتحكم في جودته. نشرت مجلة نيو ساينتست New Scientist، الأسبوعية البريطانية، يوم 20 يناير الجاري، نتائج بحث قامت به حول النوم، عبارة عن عملية مسح للأبحاث التي أجريت عليه.
يكشف البحث أن علاقة الميكروبيم بصحتنا تمتد أيضا إلى نومنا. هي علاقة معقدة وذات اتجاهين. تقول إليزابيث هولزهاوزن، من جامعة كولورادو في بولدر: “يؤثر الميكروبيوم على النوم، ويؤثر النوم على الميكروبيوم”. والخبر السار هو أن هناك طرقا للتدخل.
للوهلة الأولى، قد لا تكون الصلة بين معدتك وعادات نومك واضحة، لكن عددا متزايدا من الدراسات يسلط الضوء على تأثير كل منهما على الآخر. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت في 2023 على 720 شخصا أن تنوع الميكروبات في الأمعاء يرتبط بنوم أفضل. وبالمثل، وجدت دراسة أجراها باحثون في كلية كينغز كوليدج لندن ومؤسسات أخرى، على ما يقرب من 1000 شخص، أن أنماط النوم غير المنتظمة مرتبطة بزيادة عدد الأنواع البكتيرية “غير الملائمة” المرتبطة بنتائج صحية أسوأ.
ترتبط التغيرات في تكوين ميكروبيوم الأمعاء، بالإضافة إلى ذلك، بالعديد من اضطرابات النوم. على سبيل المثال، يرتبط اضطراب حركة العين السريعة السلوكية أثناء النوم، الذي يجعل النائمين يعيدون إنتاج أحلامهم جسديا أثناء نوم حركة العين السريعة، بانخفاض في بكتيريا الأمعاء التي تنتج الزبدات، وهو حمض دهني قصير السلسلة، وزيادة في البكتيريا التي تزيد من الالتهاب.
أما الهرمونات، وأشهرها هرمون الميلاتونين، فهي توجه النوم وتؤثر عليه، والذي بدوره يؤثر على إنتاج الهرمونات. أجرى باحثون تجربة حرمان من النوم على متطوعين من الذكور والإناث، الذين ناموا لمدة أربع ساعات فقط في الليلة لمدة أربع ليالٍ متتالية، ولاحظوا زيادة في هرمون الجريلين، الذي يحفز الشهية، لدى الرجال وانخفاض في هرمون GLP-1، وهو هرمون يقلل الشهية، لدى النساء؛ وهذا ما يفسر سبب ارتباط قلة النوم بزيادة الوزن.
من حيث المنهجية، يدرس الباحثون أفضل السبل لقياس جودة النوم. لأنه إذا كانت الجودة أهم من الكمية، كما توضح هذه المجموعة من المقالات، فنحن بحاجة إلى معرفة كيفية قياسها.