كشفت مجلة Environmental News Network، يوم أمس 03 دجنبر، عن دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة تكساس إيه آند إم عن ارتباط التعرض لمستويات منخفضة من الزرنيخ Arsenic بمخاطر صحية كبيرة، أبرزها زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الكلي.
والزرنيخ من العناصر الطبيعية المكونة لقشرة الأرض المنتشرة في الهواء والماء والأرض، وهو شديد السمية في شكله غير العضوي. وشهدت معدلات الإصابة بسرطان الكلي في الولايات المتحدة ارتفاعا ملحوظا بمعدل 1.2% سنويا بين 2011 و2019، ليصبح هذا النوع من السرطان سابع أكثر السرطانات شيوعا. ويأتي هذا الارتفاع رغم انخفاض معدلات التدخين، الذي يعد عامل خطر رئيسيا للإصابة بسرطان الكلي، مما دفع الباحثين إلى استكشاف عوامل بيئية أخرى قد تكون وراء هذا الاتجاه التصاعدي.
وركزت الدراسة على الزرنيخ، الذي يعتبر سببا مثبتا للعديد من أنواع السرطانات، ويتواجد بشكل طبيعي في المياه الجوفية في تكساس وأماكن أخرى. بخلاف الدراسات السابقة التي ركزت على مستويات عالية من الزرنيخ، سلطت هذه الدراسة الضوء على التعرض لمستويات منخفضة منه، حتى تلك التي تقل عن الحد المسموح به و البالغ 10 أجزاء في المليار.
وحللت الدراسة تأثير التعرض للزرنيخ من مصدرين رئيسيين للمياه: أنظمة المياه العامة، التي تنظمها وكالات حكومية مختلفة، وأنظمة الآبار الخاصة، التي غالبا ما تفتقر إلى الرقابة. تشير النتائج إلى ضرورة توخي الحذر حتى مع مستويات الزرنيخ المنخفضة التي قد تكون موجودة في مياه الشرب.
وأكدت الدراسة على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية للحد من مخاطر التعرض للزرنيخ، بما في ذلك تحسين الرقابة على مصادر المياه، وتوعية المجتمعات المحلية بخطورة هذه المادة حتى عند وجودها بمستويات منخفضة. كما تدعو إلى مزيد من الأبحاث لفهم تأثيرات الزرنيخ على صحة الإنسان، بهدف تطوير سياسات تنظيمية أكثر صرامة لضمان سلامة المياه وصحة الأفراد.
