كشف تحليل جديد أجراه بنك التسويات الدولية Bank for International Settlements (BIS) أن الشركات التي تصدر *السندات الخضراء تميل إلى تحقيق نتائج أفضل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، خصوصا في القطاعات ذات الانبعاثات العالية.
قيّمت الدراسة، التي تم نشرها يوم أمس الثلاثاء، تأثير سوق السندات الخضراء، والتي تقدر قيمتها بنحو 3 تريليونات دولار، حيث تلجأ الشركات إلى هذا النوع من التمويل لدعم مشاريع تقلل من تغير المناخ أو تحقق فوائد بيئية.
أظهرت الدراسة انخفاض الانبعاثات الكربونية للشركات المصدرة للسندات الخضراء بنسبة تفوق 10%، في المتوسط، خلال السنوات الأربع التي تلت الإصدار؛ وأن الانبعاثات لكل وحدة من رقم معاملات الشركة – وهو مقياس لكثافة الانبعاثات – انخفضت بنسبة 30%.
وتقر الدراسة، رغم هذه النتائج الإيجابية، بوجود مخاوف بشأن الغسيل الأخضر greenwashing، أي تظاهر بعض الشركات بالالتزام البيئي دون تحقيق تأثير حقيقي. ومع ذلك، فإن التوسع السريع في سوق السندات الخضراء، الذي تضاعف حجمه بنحو ست مرات منذ سنة 2018، وزيادة عدد الحكومات التي تصدر هذه السندات، قد عزز مستوى الشفافية في السوق.
وتميل الشركات، عادة، إلى إصدار كميات صغيرة من السندات الخضراء مقارنة بإجمالي حجمها (أي حجم الشركات)، ما يعني أنها ليست المحرك الرئيسي لخفض الانبعاثات، لكنها إشارة إيجابية على توجه الشركة نحو الاستدامة.
كما أظهرت الدراسة أن هذه الانبعاثات تتركز في عدد محدود من الدول الصناعية ذات الاستهلاك المرتفع للطاقة، مثل الصين والولايات المتحدة واليابان والهند.
فيما أشارت إلى أن الدول ذات الانبعاثات العالية تشهد انخفاضا عاما في انبعاثاتها بعد إصدار السندات الخضراء. وخلصت، أيضا، إلى أنه
“نظرا للتفاوت الكبير في انبعاثات الكربون بين الدول، فإن هذا الانخفاض يعد عنصرا أساسيا في تحقيق الأهداف المجتمعية للوصول إلى صافي الصفر zéro net “.
_____________________
*السندات الخضراء هي سندات مالية ذات مردود ثابت، يتم إصدارها عملية زيادة رأس المال، بالنسبة للمشاريع التي تهدف للحد من تغير المناخ أو النهوض بالبيئة، بغية دعم التنمية المستدامة من خلال تمويل المبادرات التي تخفف أو تعوض الأثر البيئي للأنشطة الاقتصادية. وتشمل هذه المشروعات: الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والنقل النظيف والإدارة المستدامة للمياه والحفاظ على التنوع البيولوجي. ويزعم المُصدرون (لهذه السندات) أنهم يستخدمون، (ويفترض أن يستخدموا) عائدات السندات الخضراء، حصريا، في المشروعات الخضراء.
