حذر العلماء من أن لاعبي كرة القدم قد يواجهون خطرا كبيرا بسبب الإجهاد الحراري الشديد، خلال مباريات كأس العالم 2026، التي ستقام في ثلاث دول بأمريكا الشمالية، وأوضح الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة في عدد من المدن المستضيفة يشكل تحديا صحيا كبيرا، داعين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى إعادة النظر في توقيت المباريات وإجراءات حماية اللاعبين.
وكشفت دراسة حديثة أن الطقس الحار والجهد البدني المكثف قد يؤديان إلى تحمل اللاعبين درجات حرارة تتجاوز 49.5 درجة مئوية في بعض الملاعب، وخلصت إلى أن ملاعب أرلينغتون وهيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية، وملعب مونتيري في المكسيك، تمثل أعلى مستويات الخطر، حيث يصبح الإجهاد الحراري غير المقبول احتمالا حقيقيا.
وانتقد العلماء اعتماد الفيفا على مؤشر “البصلة الرطبة” لتقييم الإجهاد الحراري، معتبرين أن هذا المقياس يقلل من خطورة الإجهاد الفعلي الذي يتعرض له اللاعبون أثناء المباريات، وأكد الباحثون أن الظروف المناخية في عشرة من أصل ستة عشر ملعبا مستضيفا قد تعرض اللاعبين لمخاطر صحية جسيمة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لتعديل جدول المباريات أو تحسين الظروف.
ودعا الخبراء إلى اتباع استراتيجيات أكثر دقة وشمولية لمراقبة الإجهاد الحراري، مثل مراقبة اللاعبين أثناء المباريات وتحليل معدلات ضربات القلب ودرجات حرارة الجسم، كما أوصوا باتخاذ تدابير إضافية مثل تمديد فترات الراحة، وتوفير التبريد المباشر على أرضية الملعب، وإقامة المباريات في أوقات أقل حرارة.
من جانبه، يواجه الفيفا انتقادات متزايدة بسبب إصراره على إقامة المباريات في شهري يونيو ويوليوز، حيث تشهد هذه الفترة ارتفاعا حادا في درجات الحرارة في العديد من المدن المستضيفة، ورغم اعتماد تدابير مثل التوقفات المائية وإجراءات أخرى للتخفيف من الإجهاد الحراري، إلا أن الباحثين يشيرون إلى ضرورة إعادة تقييم شاملة لضمان صحة وسلامة اللاعبين والجماهير.
تأتي هذه التحذيرات في سياق تزايد النقاش حول تأثير التغيرات المناخية على الرياضة، حيث أصبحت الأحداث الرياضية الكبرى عرضة لمخاطر الطقس القاسي، ما يستدعي تبني سياسات أكثر استدامة تراعي التحديات المناخية المتزايدة.