تمارين القوة.. الحصن المنيع لمكافحة الشيخوخة وتعزيز جودة الحياة

ECO172 ديسمبر 2024
تمارين القوة.. الحصن المنيع لمكافحة الشيخوخة وتعزيز جودة الحياة
أميمة أخي

تشكل تمارين القوة أحد المكونات الأساسية للنشاط البدني، حيث تلعب دورا بارزا في الحفاظ على الصحة العامة ومكافحة الآثار الطبيعية للشيخوخة. في الوقت الذي باتت فيه الأمراض المزمنة وهشاشة العظام من أبرز التحديات الصحية، تبرز أهمية هذه التمارين كوسيلة فعالة لتحسين جودة الحياة، خاصة مع تقدم العمر.

بدأ العلماء والخبراء بدق ناقوس الخطر بشأن فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالعمر، وأوضح الدكتور سود، أحد الأطباء البارزين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الصحي، أن الجسم يفقد ما يقارب 3-5٪ من كتلة العضلات كل عقد بدءا من سن الثلاثين.

هذا التدهور التدريجي في الكتلة العضلية قد يؤدي إلى ضعف الحركة، فقدان التوازن، زيادة مخاطر السقوط، والوهن العضلي، وهو ما يجعل كبار السن عرضة للإصابات والكسور.

و أكد الدكتور سود عبر حسابه الشهير على منصة تيك توك “أن الفوائد التي توفرها تمارين القوة تتجاوز مجرد الحفاظ على الكتلة العضلية. إذ تساعد هذه التمارين في تعزيز الأنشطة اليومية الأساسية مثل النهوض من الكرسي، وتحسين التوازن، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني”.

وأضاف الدكتور بأن للعضلات دور رئيسي في تحسين عملية التمثيل الغذائي، حيث تساهم في زيادة حرق السعرات الحرارية حتى أثناء الراحة. كما تعزز العضلات المرونة العقلية، وتدعم صحة الدماغ، وتحافظ على استقلالية الفرد في أداء أنشطته اليومية.

ومن جانبها، توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بدمج تمارين تقوية العضلات في الروتين الأسبوعي للبالغين، بحيث يتم التركيز على جميع مجموعات العضلات الرئيسية، مثل عضلات الوركين والساقين والظهر والصدر والبطن والذراعين والكتفين، مرتين على الأقل في الأسبوع. وأوضحت الهيئة أن هذه التمارين لا تستلزم وقتا طويلا، حيث يمكن أن تستغرق الجلسة النموذجية أقل من 20 دقيقة؛ الشرط الأساسي هو أن تكون التمارين مكثفة بما يكفي للوصول إلى نقطة يصعب عندها أداء تكرار آخر دون مساعدة.

و أشارت الهيئة إلى أن أداء تمارين القوة لا يتطلب بالضرورة التواجد في صالة رياضية أو استخدام معدات باهظة الثمن. يمكن تحقيق فوائد مماثلة من خلال أنشطة متنوعة مثل:
• اليوغا: التي تجمع بين التوازن، والمرونة، وتقوية العضلات.
• الرقص: الذي يحسن من القدرة الحركية ويعزز اللياقة.
• ركوب الدراجات والمشي على التلال: اللذان يعملان على تقوية العضلات السفلية.
• صعود السلالم وأعمال البستنة: وهما أنشطة منزلية تعزز القوة العضلية.
وتزداد أهمية تمارين القوة مع التقدم في العمر، فكلما زادت قوة العضلات، تقل مخاطر السقوط، وتصبح حركة الجسم أكثر مرونة واستقلالية. وشدد الدكتور سود على أن هذه التمارين تساعد في الحفاظ على صحة العظام وتقليل مخاطر الإصابة بهشاشتها، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة للنساء بعد سن اليأس.

ولتحقيق أقصى استفادة، ينصح الخبراء بدمج تمارين القوة مع أنشطة بدنية أخرى مثل تمارين القلب والتنفس. يمكن البدء بتمارين بسيطة باستخدام وزن الجسم، ثم التدرج إلى استخدام الأوزان الخفيفة أو أشرطة المقاومة. الحفاظ على جدول منتظم ومتنوع يضمن تحقيق نتائج مستدامة ويحسن الصحة العامة.

و تشكل تمارين القوة استثمارا حقيقيا في صحة الإنسان على المدى الطويل،. فهي ليست مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل هي ركيزة أساسية للوقاية من الأمراض وتعزيز جودة الحياة مع تقدم العمر. بإمكان الجميع الاستفادة منها، بغض النظر عن أعمارهم أو مستويات لياقتهم، مما يجعلها جزءا لا غنى عنه من أي نظام صحي مستدام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق