أشار التقرير الأممي حول حالة موارد المياه العالمية لسنة 2024، الذي نسقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن السنوات الخمس الماضية عرفت تدفقات أقل من المعتاد بالنسبة للأنهار، مما يقلل من كميات المياه المتاحة للسقي والزراعة، الأمر الذي يؤثر على إمدادات المياه حول العالم.
وأوضح التقرير أن عام 2023، تم اعتباره الأكثر سخونة وجفافا بالنسبة للأنهار العالمية، منذ أكثر من ثلاثة عقود، وسجلت خلاله معدلات مرتفعة لفقدان الجليد حول العالم، كما ساهمت درجات الحرارة المرتفعة، في فترات جفاف طويلة.
وفي هذا الصدد، اعتبرت سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن مشكل المياه بمثابة إنذار مبكر لتغير المناخ، وأشارت أن هطول الأمطار الغزيرة التي تتسبب في الفيضانات من جهة، واستمرار الجفاف من جهة أخرى، يُلحق خسائر فادحة بالأرواح والنظم البيئية والاقتصادات.
وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة، أن الدورة المائية تسارعت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، كما أصبحت أكثر تقلبا ولا يمكن التنبؤ بها، وبالتالي أصبح العالم يواجه مشاكل متزايدة إما بسبب كثرة المياه خاصة وأن الغلاف الجوي يحتفظ بمزيد من الرطوبة، أو بسبب نقصها في ظل التبخر الذي أصبح أكثر سرعة بسبب التغيرات المناخية.
وقالت سيليست ساولو، أن العالم لا يعرف سوى القليل عن الحالة الحقيقية لموارد المياه العذبة، وتابعت قولها بأنه لا يمكننا إدارة ما لا نستطيع قياسه.
وشددت في الأخير، على ضرورة تحسين الرصد وتبادل البيانات والتعاون عبر الحدود والتقييم، لأن العالم في حاجة ماسة إلى ذلك.
وتقدم سلسلة تقارير حالة موارد المياه العالمية نظرة عامة وشاملة عن الموارد المائية حول العالم، استنادا إلى دوائر الأرصاد الجوية والمياه الوطنية وغيرها من المنظمات والخبراء. كما تهدف إلى إعلام صانعي القرار في القطاعات الحساسة للمياه والمختصين بالحد من مخاطر الكوارث المرتقبة.
وتعتبر النسخة الحالية من تقرير حالة موارد المياه العالمية هي الثالثة، ويعد التقرير الأكثر شمولا لاحتوائه على معلومات جديدة عن أحجام البحيرات والخزانات وبيانات رطوبة التربة ومزيد من التفاصيل حول الأنهار الجليدية وما يعادل المياه في الثلوج.
تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يبين أن سنة 2023 الأكثر سخونة وجفافا بالنسبة للأنهار العالمية

أمين بوخويمة