تشهد الولايات المتحدة تصاعدا في مخاطر نقص إمدادات الكهرباء، حيث أكدت مؤسسة موثوقية الكهرباء في أمريكا الشمالية (NERC) أن نصف الولايات الأمريكية تقريبا قد تواجه عجزا في الطاقة خلال السنوات العشر المقبلة، إذ من المحتمل أن يؤدي هذا النقص إلى انقطاعات كهربائية واتخاذ تدابير للحفاظ على الإمدادات الكهربائية، خاصة مع تزايد الطلب على الطاقة بسبب التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وكهربة المباني، والاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية.
في هذا السياق، أشار جون مورا، مدير قسم تقييم الموثوقية في NERC قائلا أن : “البنية التحتية الحالية لا تبنى بسرعة كافية لمواكبة ارتفاع الطلب“، حيث يؤدي النمو المتسارع في استهلاك الكهرباء، مدفوعا بالتطورات التكنولوجية وتزايد الرقمنة، إلى توسيع الفجوة بين العرض والطلب، رغم الجهود المبذولة لتعزيز توليد الكهرباء.
وحددت NERC عدة مناطق ذات مخاطر عالية فيما يتعلق بانقطاع الكهرباء، أبرزها:
• مشغل النظام المستقل في وسط القارة (MISO)، الذي يدير الشبكة الكهربائية في 15 ولاية، ويواجه أعلى مخاطر العجز حتى في الظروف العادية.
• مشغلو الشبكات الأخرى المعرضون للخطر خلال موجات الحرارة أو البرد الشديد، مثل PJM Interconnection، وISO نيو إنجلاند، وشبكة تكساس، وكاليفورنيا.
• في المقابل، تبدو بعض المناطق مثل الشمال الغربي، الشمال الشرقي، والغرب الأوسط، في وضع أفضل للحفاظ على إمدادات مستقرة للكهرباء.
وساهمت خطط إغلاق محطات توليد الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري في زيادة الضغط على الشبكة الكهربائية، وبحسب بيانات NERC، فمن المتوقع خروج 78 جيجاواط من الطاقة من الخدمة بحلول سنة 2034، إضافة إلى 37 جيجاواط أخرى قيد التخطيط للتقاعد، و بشكل مبسط لحجم هذه الأرقام، فإن كل جيجاواط واحد يمكن أن يوفر الكهرباء لما يصل إلى مليون منزل أمريكي.
وشددت NERC على الحاجة إلى تعجيل بناء البنية التحتية لشبكة الكهرباء، أمام تزايد الطلب وانخفاض القدرة الإنتاجية، لضمان مواكبة العرض للطلب المتزايد، الأمر الذي أصبح معه من الضروري تبني استراتيجيات فعالة لتعزيز موثوقية الشبكة وتأمين إمدادات الطاقة بشكل مستدام على المدى الطويل.