انقسامات حادة تهدد محادثات المعاهدة الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي

ECO1727 نوفمبر 2024
انقسامات حادة تهدد محادثات المعاهدة الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي
أميمة أخي

انطلقت في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية، الجولة النهائية من محادثات المعاهدة الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي يوم الاثنين 25 نونبر الجاري، وسط خلافات حادة بين الدول بشأن سبل معالجة الأزمة العالمية المتفاقمة، وحذر لويس فاياس فالديفييسو، الدبلوماسي الإكوادوري الذي يرأس المحادثات، من أن المؤتمر يتجاوز صياغة معاهدة دولية، داعيا إلى مواجهة “التحدي الوجودي” الذي يمثله التلوث البلاستيكي.

و أفاد بأن انتشار المواد البلاستيكية بلغ مستويات كبرى، إلى حد العثور عليها في السحب وأعمق خنادق المحيطات وحتى في حليب الأم، ورغم إجماع الجميع على أنها مشكلة خطيرة، تختلف الآراء بشكل كبير حول كيفية حلها.

وأعد فالديفييسو وثيقة بديلة تهدف إلى تلخيص آراء الوفود ودفع المفاوضات إلى الأمام، لكن عدة دول، بما في ذلك روسيا والهند، اعترضت على القرار على الفور.

و أعرب عبد الرحمن القويز، مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عن قلق المجموعة العربية من أن الوثيقة لا تمثل وجهات نظر جميع الدول.

و نشير إلى أنه قد بلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك حوالي 460 مليون طن في عام 2019، ويتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات بحلول 2060. ويطالب “تحالف الطموح العالي” الذي يضم دولا من إفريقيا وآسيا وأوروبا بتناول دورة حياة البلاستيك بأكملها، بدءا من الحد من الإنتاج إلى إعادة التصميم وإعادة التدوير ومعالجة النفايات.

و تركز الدول المنتجة للنفط مثل السعودية وروسيا على معالجة النفايات فقط دون إيلاء الاهتمام بالبلاستيك، حيث يشكل البلاستيك حوالي 3% من الانبعاثات العالمية، معظمها نتيجة إنتاجه من الوقود الأحفوري.

وفي هذا الصدد، دعت مفوضية العون الإنساني إلى وضع أهداف ملزمة عالميا لخفض إنتاج البلاستيك، محذرة من تأثير المصالح الخاصة في عرقلة هذا الاتفاق.

و من جهتها، أبدت بعض الجماعات البيئية قلقها من إمكانية تقديم تنازلات ضعيفة نتيجة لضيق الإطار الزمني للمفاوضات. وصرح إيريك لينديبيرج، مسؤول السياسة العالمية بشأن البلاستيك في الصندوق العالمي للطبيعة، بأن الأغلبية تؤيد التوصل إلى معاهدة قوية، لكن المخاوف من المفسدين قد يؤدي إلى تخفيف الطموح.

و تعد مواقف الولايات المتحدة والصين مفتاحا لأي اتفاق، حيث لم تنحاز أي منهما علنا إلى أي من الكتلتين. وأشارت واشنطن في وقت سابق من العام إلى دعمها لفرض قيود على إنتاج البلاستيك، لكنها تراجعت لاحقا، مما أثار تساؤلات حول مدى طموح موقفها في المفاوضات.

وقد أثار انتخاب دونالد ترامب أيضا تساؤلات حول مدى طموح الوفد الأميركي، وما إذا كان ينبغي للمفاوضين أن يسعوا للحصول على دعمه إذا كان من غير المرجح أن يتم التصديق على المعاهدة من قبل واشنطن.

رغم البداية الصعبة، دعت إنجر أندرسن، رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى التحلي بالصبر، مشيرة إلى أن الوصول إلى اتفاقات مثل اتفاق باريس للمناخ استغرق عقودا. وشددت على ضرورة التوصل إلى اتفاق بأهداف واضحة دون تأجيل طويل.

وتشكل هذه المفاوضات اختبارا لإرادة المجتمع الدولي في مواجهة أزمة التلوث البلاستيكي، وسط تضارب المصالح والطموحات، لكنها تبقى خطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استدامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق