انطلقت أمس الاثنين القمة العالمية حول الملكية الفكرية والوصول إلى الأدوية في مدينة مراكش، تحت شعار TRIPS@30: أزمة الوصول، بمشاركة خبراء دوليين، وممثلي حكومات، ومنظمات صحية، وناشطين في مجال الحقوق الصحية. تستمر فعاليات المؤتمر حتى 15 مايو 2025، بهدف مناقشة التحديات التي تواجه التوازن بين حماية الابتكار الطبي عبر حقوق الملكية الفكرية وضمان وصول الأدوية المنقذة للحياة إلى المجتمعات الأكثر احتياجا.
يأتي المؤتمر بمناسبة مرور 30 سنة على اتفاقية الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية TRIPS التابعة لمنظمة التجارة العالمية، والتي أقرت في 1994. ورغم دورها في حماية الابتكار، إلا أنها تعد مصدر جدل واسع بسبب تأثيرها على ارتفاع أسعار الأدوية، خاصة في الدول النامية.
ستتركز محاور النقاش الرئيسية في القمة حول :
1. إصلاح اتفاقية TRIPS: بحث سُبل تعديل بنود الاتفاقية لتحقيق توازن بين حقوق الشركات المصنِّعة وحقوق المرضى.
2. آليات تخفيض أسعار الأدوية: مثل التراخيص الإجبارية، ونقل التكنولوجيا الطبية.
3. دور الدول النامية: تعزيز قدراتها التفاوضية لضمان شروط عادلة في اتفاقيات التجارة الدولية.
4. تجارب ناجحة: عرض نماذج لدول نجحت في توفير أدوية ميسورة التكلفة دون انتهاك حقوق الملكية.
يشارك في المؤتمر ممثلون عن منظمة الصحة العالمية، برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، منظمات المجتمع المدني مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين، والمجلس الدولي للسياسات الصحية والابتكار الطبي، بصفته الجهة المنظمة للقمة.
كما تتضمن الفعاليات جلسات حوارية مع خبراء في القانون الدولي والصحة العامة، ورش عمل لصياغة توصيات تُرفع إلى منظمة التجارة العالمية، ومعرض للابتكارات الطبية المستدامة من أفريقيا وآسيا.
يعتبر اختيار المغرب لاستضافة القمة إشارة إلى دوره كجسر بين الشمال والجنوب في النقاشات الدولية، خاصة مع تصدره جهود إفريقيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدوائية خلال السنوات الأخيرة.
ومن المتوقع أن تخرج القمة بـتوصيات حول دعوة لإعادة هيكلة نظام براءات الاختراع لدعم إنتاج الأدوية الجنيسة، تعزيز آليات التمويل العالمي لتطوير أدوية ميسورة التكلفة للأمراض المهملة، وإطلاق منصة دولية لمراقبة تأثير اتفاقيات الملكية الفكرية على الصحة العامة.
تشكل هذه القمة منعطفا حاسما في النقاش العالمي حول العدالة الصحية، حيث تطرح أسئلة مصيرية: هل يمكن حماية الابتكار دون التضحية بحقوق الإنسان الأساسية؟ الإجابة قد تحدّد مصير ملايين المرضى في الجنوب العالمي.
