تمكن المغرب من الفوز بشرف تنظيم المؤتمر العالمي لطب الأطفال 2029، وذلك خلال تصويت جرى بمشاركة 85 دولة في المكسيك بين 8 و11 ماي الجاري، حيث تفوق على منافسين أقوياء هم: النمسا، الإمارات العربية المتحدة، وأذربيجان. ويعد هذا الفوز تتويجا لجهود دبلوماسية وعلمية مكثفة، قادها أطباء مغاربة بدعم من مؤسسات وطنية ودولية، لتعزيز مكانة المملكة كقطب طبي إفريقي وعالمي.
منافسة قوية وتأييد دولي واسع
قادت الجمعية المغربية لطب الأطفال، برئاسة البروفيسور حسن أفيلال، حملة دولية مكثفة لإقناع اللجنة المنظمة بجدارة المغرب. وقد حظي الملف بدعم من الجمعية العالمية لطب الأطفال، والاتحاد الأوروبي للأطباء المتخصصين (الذي يمثل 1.6 مليون طبيب)، إلى جانب تأييد جمعيات طبية من إفريقيا (موريتانيا، السنغال)، وأوروبا، وآسيا.
مراكش.. عاصمة عالمية لصحة الطفولة
ستستضيف مدينة مراكش، المعروفة ببنيتها التحتية المؤهلة لاحتضان الفعاليات الكبرى، هذا المؤتمر الذي ينتظر مشاركة أكثر من 10 آلاف خبير من 150 دولة، لمناقشة أحدث الابتكارات في تشخيص وعلاج أمراض الطفولة، مثل السرطانات والأمراض الوراثية، مع التركيز على تحديات الرعاية الصحية في إفريقيا.
وفي هذا الصدد، قال البروفيسور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية: “هذا الحدث فرصة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، ونقل الخبرات المغربية في مجالات مثل التلقيح الاصطناعي وطب الأطفال حديثي الولادة إلى الدول الإفريقية”.
يبرز هذا الإنجاز عدة محاور:
1. الاعتراف الدولي بالتقدم الطبي المغربي: خاصة بعد تصنيف منظمة الصحة العالمية للمغرب كواحد من أفضل الأنظمة الصحية بإفريقيا.
2. الدبلوماسية العلمية: حيث يعكس الفوز قدرة المغرب على بناء تحالفات نوعية عبر الجمعيات الطبية الدولية.
3. الاستثمار في الرأسمال البشري: مع وجود أكثر من4.000 طبيب أطفال مغربي، نصفهم من النساء، وفق إحصائيات 2023.
تطلعات مستقبلية
من المتوقع أن يساعد المؤتمر في جذب استثمارات أجنبية لقطاع الصحة المغربي، وتوطين التكنولوجيا الطبية، خاصة في ظل مشاريع مثل الصحة 2025 التي تهدف إلى تعميم التغطية الصحية. كما سيكون محطة لإطلاق مبادرات إفريقية لمكافحة سوء التغذية والأمراض المهملة، تماشيا مع رؤية جلالة الملك محمد السادس لجعل المغرب جسرا للتعاون بين القارات.
هكذا، يعيد المغرب كتابة خريطة الأحداث العلمية العالمية، مؤكدا أن الإرادة السياسية والكفاءة هما أقصر الطرق للريادة.