تسلم المغرب جائزة أفضل بلد إفريقي في كرة المضرب لسنة 2025، وذلك خلال حفل نظمه الاتحاد الإفريقي للتنس على هامش ختام بطولة إفريقيا لفئة أقل من 14 سنة، التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة بين 6 و10 ماي 2025. الجائزة، التي قدمت إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، تأتي تتويجا لمسار استثنائي من الإنجازات المتواصلة، حيث حصل المغرب على هذا اللقب للسنة السابعة على التوالي، في سابقة تعزز مكانته كقوة رياضية رائدة بالقارة.
تفاصيل الحدث: بين التتويج والدبلوماسية
شهد الحفل، الذي تزامن مع تتويج المنتخب المغربي للفئة العمرية “أقل من 14 سنة” بالمركز الثالث في البطولة الإفريقية، حضورا دبلوماسيا لافتا تمثل في مشاركة سفير المملكة المغربية في مصر، محمد آيت والي.
من جهته، وجه جان كلود تالون، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة المضرب، رسالة رسمية إلى فيصل العرايشي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس، أشاد فيها بالإنجازات المغربية، مشيرا إلى أن التتويج استند إلى معايير دقيقة شملت النتائج المحققة في بطولات إفريقيا لفئات “أقل من 14 و16 و18 سنة” خلال سنتي 2024 و2025، بالإضافة إلى النقاط المتراكمة من البطولة الإفريقية لأقل من 14 سنة التي نظمت في الربع الأخير من 2024.
استراتيجية التفوق: سر الاستمرارية
يعكس هذا الإنجاز نجاح الاستراتيجية المتكاملة التي تنهجها الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، بدعم من الدولة، لترسيخ الرياضة كرافعة للتميز. وتتمحور هذه الاستراتيجية حول:
1. تعزيز التنافسية عبر الفئات العمرية: عبر تأهيل الأجيال الشابة في أكاديميات متخصصة، مثل تلك التي أنتجت لاعبي المنتخب الحاصل على المركز الثالث في بطولة القاهرة.
2. الاستثمار في البطولات المحلية والدولية: كتنظيم “غراند بري حسن الثاني” ودور المغرب كوجهة لبطولات إفريقيا.
3. شراكات دولية ودبلوماسية رياضية: كالعلاقة الوطيدة مع الاتحاد الإفريقي، والتي تجسدت في رسالة تالون التي أشادت بالنموذج المغربي.
سبع سنوات من الريادة: ما وراء الأرقام
لم يأت تتويج المغرب للسنة السابعة تلقائيا، بل هو نتاج تراكم إنجازات عبر مشوار طويل، منها:
– تصدر اللاعبين المغاربة في التصنيفات الإفريقية عبر جميع الفئات.
– تنظيم دورات تدريبية لمدربي التنس بالقارة بالشراكة مع الاتحاد الإفريقي.
– مشاركة لافتة في البطولات العالمية، مثل ويمبلدون وأستراليا المفتوحة، بفضل برامج الإعداد الفني المدعومة حكوميا.
نحو إفريقيا أقوى بالتنس
بعد سبع سنوات من التتويج المتوالي، يرسخ المغرب فلسفته القائمة على “الاستثمار في الإنسان”، وهو ما يعكسه تألق لاعبي الصغار والكبار على حد سواء. هذا الإنجاز ليس محليا فحسب، بل يضاف إلى رصيد إفريقيا في خريطة التنس العالمية، حيث يظهر المغرب أن القارة قادرة على منافسة الكبار بجدارة، شرط تبني رؤية استباقية وتوفير البنية التحتية والدعم اللازمين.