ارتفعت معدلات الجوع في العالم بشكل حاد في السنوات الأخيرة، لا سيما في إفريقيا. وتتوقع الأمم المتحدة معاناة الكثير من سكان الأرض من نقص التغذية المزمن بحلول سنة 2030، أكثر من نصفهم في إفريقيا.
ولمواجهة هذه التحديات، تقوم الحكومات والباحثون والمنظمات الدولية بتنفيذ استراتيجيات مختلفة لتعزيز المرونة الزراعية وتحسين الأمن الغذائي.
وتشمل هذه الجهود تقنيات الزراعة المبتكرة وتحسين خصوبة التربة وتطوير محاصيل مقاومة لتغير المناخ. كما تشمل الاستثمارات في الري والإدارة المستدامة للأراضي وتحسين الوصول إلى البذور والأسمدة والموارد المالية. ويشكل اعتماد التقنيات الزراعية المتقدمة لزيادة غلة المحاصيل عنصراً أساسياً في هذه الحلول.
أحد هذه الأساليب هو تقنية كريسبر CRISPR، وهي تقنية تحرير الجينات المستخدمة لإجراء تغييرات دقيقة على الحمض النووي للنباتات والحيوانات.
في خطوة علمية رائدة، نجحت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في المغرب في تطوير تقنية كريسبر لتعديل الجينات، بهدف تعزيز المرونة الزراعية ومواجهة تحديات المناخ في شمال إفريقيا.
هذا الإنجاز، كما أورد موقع “ديطافور”، يضع المغرب في طليعة الدول الإفريقية في مجال تحرير الجينوم، ويحمل بشائر ثورة زراعية قادرة على تحسين الأمن الغذائي في القارة السمراء.
تعتمد تقنية كريسبر على تعديل الحمض النووي للنباتات والحيوانات بدقة عالية، مما يساعدها على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، مثل الجفاف وتغير المناخ.
وتتميز هذه التقنية بسرعة وفعالية أكبر من الطرق التقليدية للهندسة الوراثية، حيث تسمح بإجراء تعديلات جينية محددة بدقة، دون إدخال مواد وراثية غريبة إلى الكائن الحي.
وقد تم تطبيق تقنية كريسبر بنجاح على زراعة الموز في شرق أفريقيا، حيث ساهمت في مكافحة ذبول الموز من خلال إزالة جين يساعد في العدوى البكتيرية.
كما تعمل هذه التقنية على تعزيز المحتوى الغذائي للمحاصيل، مما يساهم في حل مشكلة الجوع الخفي في إفريقيا.
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها تقنية كريسبر، إلا أنها تواجه بعض التشكيك العام، حيث يتم تصنيفها أحيانا بشكل خاطئ ككائنات معدلة وراثيا. لذلك، يؤكد العلماء على أهمية تحسين التواصل وتثقيف الجمهور حول فوائد هذه التقنية، وتوضيح أنها تختلف عن الهندسة الوراثية التقليدية.
يبقى هذا الإنجاز العلمي المغربي بارقة أمل لمستقبل الزراعة في إفريقيا، وقدرة كريسبر على إحداث ثورة في هذا المجال، وتحسين حياة الملايين من الناس.