يعتبر صيام رمضان مفيدا للصحة من جوانب متعددة، حيث يساهم في تحسين العديد من وظائف الجسم، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يمنعون من الصيام بسبب ظروفهم الصحية الخاصة، إذ قد يترتب على ذلك مضاعفات خطيرة أو قاتلة في بعض الحالات.
في هذا السياق، يستعرض الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، بعض موانع الصيام الطبية في الحالات العامة، مع التركيز بشكل خاص على فئتين رئيسيتين من الأمراض المزمنة المنتشرة كالسكري وأمراض القلب والشرايين.
موانع الصيام الطبية العامة
تتعدد موانع الصيام الطبية، بشكل عام، على بعض الأشخاص وفي حالات معينة، فالأطفال، على سبيل المثل، لا ينصح لهم بالصيام بسبب هشاشة صحتهم ومرحلة النمو والتطور التي يمرون بها قبل سن البلوغ.
أما كبار السن، فيواجهون خطرا كبيرا للإصابة بالجفاف بالإضافة إلى معاناتهم من العديد من الأمراض المزمنة التي قد تتفاقم أثناء الصيام.
كما يحظر على المرأة الحامل الصيام إذا كان هناك خطر يهدد صحتها أو صحة الجنين. كذلك يمنع الأشخاص الذين يعانون من الالتهابات أو الأمراض الحادة من الصيام، حيث قد يتسبب ذلك في تفاقم حالتهم الصحية، كما يستحسن عدم صيام المرضى الذين يتلقون علاجات للسرطان، خصوصا خلال الستة أشهر التي تلي العلاج الكيميائي، وذلك لتجنب أي تأثيرات سلبية على صحتهم، وأخيرا، فإن مرضى بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة الهضمية النشطة ينصح لهم بعدم الصيام لتجنب تفاقم الأعراض الصحية لديهم.
مرض السكري: يعتمد الأطباء في تقييمهم ونصائحهم على مجموعة من المعايير التي تتجاوز الخمسة عشر، حيث يتم أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار لتحديد تأثير صيام رمضان على مرضى السكري،
ويؤدي هذا التقييم إلى تصنيف المرضى إلى ثلاثة مستويات من المخاطر، والتي تساعد في تحديد مدى أمان الصيام لكل حالة وفقا للظروف الصحية الخاصة بالمريض.
بعض الأمثلة على مستويات المخاطر لمرضى السكري:
- أكثر من 6: خطر عالي، صيام خطر وممنوع، بسبب ضعف الوظيفة الإدراكية، المرأة الحامل التي تتبع نظاما غذائيا والسكري غير متوازن أو تعالج بالأنسولين، الأشخاص الذين يعانون من الذبحة الصدرية غير المستقرة، وأولئك الذين لديهم سوابق من نقص السكر في الدم، مرضى السكري من النوع 1 غير المتوازن.
كذلك يتم الأخذ بعين الاعتبار حالة الفشل الكلوي المتقدم أو المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى، فضلا عن المرضى الذين يعانون من أمراض حادة.
- من 3.5 إلى 6: خطر معتدل، والصيام محفوف بالمخاطر، ويوصى بعدم الصيام إلا في حالات قليلة، للمرأة الحامل التي تتبع نظاما غذائيا دون أدوية، الأشخاص الذين يمارسون عملا يتطلب جهدا بدنيا قويا، مرضى السكري من النوع 2 غير المتوازن أو تحت عدة حقن للأنسولين، مرضى السكري من النوع 1 حتى لو تم التحكم فيه بشكل جيد، المصابون بالفشل الكلوي المزمن في المرحلة المتوسطة، والمضاعفات المستقرة. من 0 إلى 3: خطر منخفض، الصيام ممكن من حيث المبدأ.
ويتعلق الأمر بمرضى السكري من النوع 2 المتوازن والمعالج بالأقراص. وتجدر الإشارة إلى أن ما ذكر سابقا يبقى مجرد أمثلة، حيث إن قرار السماح بالصيام لمرضى السكري يتطلب تقييما شاملا يقوم به الطبيب المعالج قبل 4 إلى 8 أسابيع من شهر رمضان لمراعاة جميع معايير التسجيل الأخرى، وتكييف العلاج والنظام الغذائي والنشاط البدني والرقابة والمتابعة في حالة السماح بالصيام. أمراض القلب والشرايين بشكل عام، يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين ويعانون في نفس الوقت من التعب الشديد أو آلام القلب أو ضيق التنفس عدم الصيام.
فهذه علامات على حالة صحية قلبية غير مستقرة تتطلب تدخلا علاجيا مكثفا. وعلى سبيل المثال، ينصح بتجنب الصيام خلال شهر رمضان مرضى قصور القلب والنوبات القلبية واحتشاء عضلة القلب، وأولئك الذين يعانون من التعب الشديد أو آلام القلب وضيق التنفس، كما يجب على المرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو خضعوا لعملية جراحية على القلب قبل أسابيع قليلة من رمضان تجنب الصيام، بالإضافة إلى ذلك، يحظر على مرضى القلب الذين تتطلب حالتهم دخول المستشفى الصيام حفاظا على سلامتهم، كذلك المرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب من النوع الخبيث أو الذين يتناولون أدوية متعددة يوميا ويحتاجون إلى متابعة وفحوصات طبية متكررة، ينصح بتجنبهم الصيام.
