الصين.. تفاصيل إنشاء أكبر حقل للطاقة الشمسية في العالم

ECO1727 يناير 2025
 صورة لحقل الطاقة الشمسية العملاق في الصين الذي يأخد شكل حصان راكض
صورة لحقل الطاقة الشمسية العملاق في الصين الذي يأخد شكل حصان راكض

تواصل الصين تطوير مشروعها لإنشاء أكبر حقل (مزرعة) للطاقة الشمسية في العالم، في صحراء كوبوتشي في منغوليا الداخلية، وهي مبادرة طموحة ستعزز مكانة الصين كرائدة عالمية في مجال الطاقة المتجددة. وتمتد المزرعة على مساحة 400 كيلومتر، وتشمل محطة عملاقة على شكل حصان راكض، والتي ستزود 400.000 منزل بالطاقة حاليا. ويهدف المشروع في نهاية المطاف إلى دعم احتياجات بكين من الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

سيبلغ طول حقل كوبوقي العملاق الذي أطلق عليه إسم ”البحر الكهروضوئي“، والذي يبلغ طوله 400 كيلومتر وعرضه 5 كيلومترات. وعند اكتماله في 2030، سيكون أكبر محطة طاقة شمسية في العالم. ومن المتوقع أن يولد 4 مليارات كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويا؛ و هو ما سيوفر الكهرباء لأكثر من 3 ملايين منزل.

منذ بدء المشروع في 2017، تم تركيب أكثر من 3 ملايين لوح شمسي بطاقة إنتاجية تصل لحوالي 5.4 جيغاوات من الكهرباء في الصحراء. فالمشروع ضخم للغاية، لدرجة أنه يمكن رؤيته من الفضاء. وتُظهر إحدى الصور الأكثر إثارة للإعجاب أكثر من 190,000 لوح شمسي مرتبة على شكل حصان راكض. وقد تم إدراج هذه الصورة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية لأكبر صورة من نوعها، واختير هذا الشكل تكريما للتاريخ الثقافي المنغولي.

لبناء بنية تحتية بهذا الحجم، كان على الخبراء الصينيين التغلب على عدد من التحديات اللوجستية والهندسية. فتركيب الملايين من الألواح الشمسية في بيئة غير مضيافة مثل صحراء كوبوقي يتطلب تكنولوجيا متقدمة وقوى عاملة ذات مهارات عالية. ولتحقيق ذلك، رصدت ميزانية البرنامج الضخمة بحوالي 2 مليار يورو، وهو مبلغ يتناسب مع العوائد المتوقعة من الاستثمار. ويعد المشروع جزءا من خطة الصين التي تمتد لعدة سنوات لبناء ”سور الصين الشمسي العظيم“.

ويعني قرب الموقع من النهر الأصفر والمراكز الصناعية في باوتو وبايانور أنه يمكن نقل الطاقة بسهولة إلى بكين. لن تقلل الطاقة المنتجة من اعتماد المدينة الضخمة على الوقود الأحفوري فحسب، بل ستعمل أيضا على استقرار أسعار الطاقة على المدى الطويل. كما تأمل الصين أيضا في تصدير فائض الطاقة إلى أجزاء أخرى من العالم.

وبالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الطاقة النظيفة، ستساعد محطة كوبوقي في الحفاظ على البيئة المحلية. فتركيب الألواح الشمسية على شريط من الكثبان الرملية سيساعد على استقرارها. وسيساعد ذلك على منع إغراق المناطق الزراعية القريبة.

كما ستحمي البنية التحتية البيئة المحلية من التآكل عن طريق إبطاء الرياح. وقد يؤدي ذلك إلى إبطاء التصحر من خلال تسهيل نمو النباتات الصحراوية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الألواح المرتفعة الظل الذي يمكن أن يبطئ تبخر المياه ويسهل نمو المراعي.

ويمكن لهذه البنية التحتية أن تحول ما أسماه ماركو بولو، ذات مرة، ”بحر الموت“ إلى منطقة أكثر خصوبة. ويمكن أن يوفر هذا التحول فرصا جديدة للزراعة المحلية وتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين.

———————-

 

المصدر عن موقع trustmyscience بتصرف
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق