أطلقت مجموعة OCP استراتيجية طموحة تقوم على الزراعة الكربونية، وذلك في إطار استجابتها للتحديات المناخية المتسارعة، وسعيها لتعزيز التحول الزراعي المستدام، وتشكل هذه المبادرة نموذجا رائدا لإعادة تأهيل التربة وتحويلها إلى وسيلة فعالة لعزل الكربون وتحسين مرونتها في وجه التقلبات المناخية.
واعتمدت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على تقنيات متقدمة وآليات علمية دقيقة لاحتجاز الكربون داخل التربة الزراعية، ما يجعل منها خزانا طبيعيا للكربون، وموردا بيئيا استراتيجيا يساهم في تخفيف آثار التغير المناخي، ولا تقتصر فوائد هذه المقاربة على المناخ فحسب، بل تمتد لتشمل المزارعين، الذين يصبحون فاعلين أساسيين في الممارسات الزراعية الجديدة منخفضة الكربون.
وأنتجت هذه الاستراتيجية حلولا زراعية مبتكرة تحول الكربون إلى قيمة مضافة داخل الدورة الفلاحية، فمن خلال عزل الكربون في التربة، يتم توليد أرصدة كربون يمكن استثمارها، مما يوفر للفلاحين موارد مالية جديدة، ويمنحهم استقلالية أكبر في تدبير أنشطتهم الفلاحية، مما يخلق دينامية اقتصادية جديدة مرتبطة بالتحول البيئي.
وعززت مجموعة OCP من موقعها في طليعة المؤسسات التي تواكب التغيرات المناخية عبر الابتكار العلمي والتكنولوجي، حيث تلتزم بتعميم وتوسيع نطاق الزراعة الكربونية في المغرب وإفريقيا وخارجها، في مسعى لتقريب هذه الحلول من الفلاحين وتمكينهم من الاستفادة منها.
وتحولت التربة، بفضل هذه الاستراتيجية، من مجرد عنصر بيئي هامشي إلى شريك استراتيجي في معركة المناخ، وإلى وسيلة فعالة لضمان السيادة الفلاحية وتحقيق الأمن الغذائي بطريقة مسؤولة ومستدامة.