الدار البيضاء ووجدة تلتحقان بشبكة اليونسكو العالمية للمدن المتعلّمة

ECO176 ديسمبر 2025
الدارالبيضاء

يعبر انضمام الدار البيضاء ووجدة إلى شبكة اليونسكو للمدن المتعلّمة لسنة 2025 عن تحول لافت في التفكير الحضري بالمغرب، حيث لم تعد التنمية مرتبطة فقط بالبنيات التحتية، بل بقدرة المدن على جعل التعلم مدى الحياة محورا لسياساتها الترابية. فاختيار اليونسكو لا يتم بناء على حجم المدينة أو مكانتها الجغرافية، بل على مدى توفرها على مؤسسات تعليمية نشيطة، وبرامج للتكوين المهني، وسياسات محو الأمية، ومبادرات تضمن تعلما شاملا للفئات الهشة، إضافة إلى التزام سياسي واضح من الجماعات الترابية.

ويبرز هذا التحول خصوصا في الدار البيضاء، التي تعمل على ربط التعلم بالابتكار الرقمي والاقتصاد الأخضر، من خلال منصات تكنولوجية، وبرامج تكوين للشباب والنساء داخل الأحياء، ومحاولات للحد من الفوارق الاجتماعية داخل أكبر حاضرة اقتصادية في البلاد.

أما وجدة، فاعتمدت نموذجا آخر يقوم على دمج التعلم في محاربة الهشاشة، ودعم الاقتصاد الاجتماعي، وتثمين الرأسمال الثقافي للجهة الشرقية.

هذا المسار ينسجم مع فلسفة “الحق في المدينة المستدامة” التي تربط بين البيئة والحكامة والاندماج الاجتماعي، كما يترجم عمليا أهداف الجهوية المتقدمة التي تمنح الجهات صلاحيات أوسع لتطوير سياسات معرفية محلية. ويؤكد نجاح مدن مغربية أخرى مثل شفشاون والصويرة ومراكش وتطوان أن المغرب بصدد تشكيل خريطة حضرية جديدة تجعل التعلم رافعة للتحول الاقتصادي والاجتماعي.

إن الانضمام إلى الشبكة ليس تشريفا بل التزاما. وإذا أحسنت المدن المغربية استثماره، فقد يتحول المغرب خلال السنوات المقبلة إلى نموذج متوسطي بارز في التعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق