الخطة العالمية للوقاية من حوادث السير 2021-2030.. هل ننجح في تقليل الوفيات إلى النصف؟

ECO1719 فبراير 2025
الخطة العالمية للوقاية من حوادث السير 2021-2030.. هل ننجح في تقليل الوفيات إلى النصف؟
إيمان بنسعيد

تعد حوادث المرور من أبرز أسباب الوفاة والإصابة عالميا، حيث تسجّل سنويا حوالي 1.3 مليون وفاة، بالإضافة إلى ملايين المصابين. واستجابة لهذه الأزمة، أطلقت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية “الخطة العالمية للوقاية من حوادث السير 2021-2030″، بهدف تقليل الوفيات والإصابات بنسبة 50% بحلول سنة 2030.

ترتكز الخطة على نهج النظام الآمن، الذي يعترف بأن البشر معرضون للأخطاء، علما بأن من الممكن تصميم نظام مروري يقلل من احتمالية وقوع الحوادث أو يخفف من عواقبها. تشمل المحاور الرئيسية للخطة:

1. تحسين البنية التحتية للطرق

– تصميم طرق أكثر أمانا تتضمن ممرات خاصة للمشاة وراكبي الدراجات.
– تحسين الإشارات المرورية، واعتماد تقنيات حديثة لتعزيز السلامة.

2. تعزيز سلامة المركبات

– فرض معايير صارمة لتصنيع المركبات، مثل أنظمة الكبح التلقائي والتحذير من الاصطدام.
– تشجيع استخدام المركبات الذكية والتكنولوجيا الحديثة لتعزيز القيادة الآمنة.

3. تطوير التشريعات

– تشديد قوانين السرعة، ومنع القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات.
– فرض استخدام أحزمة الأمان والخوذات، وتطبيق عقوبات صارمة على المخالفين.

4. تحسين خدمات الطوارئ والرعاية الطبية

– تعزيز الاستجابة السريعة للحوادث، وتطوير أنظمة الإسعاف الفوري.
– زيادة عدد المستشفيات المجهزة لاستقبال إصابات الحوادث.

5. التوعية والتثقيف

– إطلاق حملات توعية بمخاطر السرعة والقيادة المتهورة.

– دمج ثقافة السلامة المرورية في المناهج التعليمية وأماكن العمل.

6. تشجيع النقل المستدام

– دعم استخدام وسائل النقل العام، والمشي، وركوب الدراجات كبدائل آمنة ومستدامة.

تحديات التنفيذ

رغم أن الخطة طموحة، إلا أن تحقيقها يواجه تحديات مثل ضعف التمويل، وعدم التزام بعض الدول بتطوير بنيتها التحتية، وغياب الإرادة السياسية في تطبيق القوانين بصرامة.

يمكن القول بأن  الخطة العالمية للوقاية من حوادث السير 2021-2030″، تمثل خطوة مهمة نحو تقليل عدد الضحايا، لكنها تتطلب التزاما حقيقيا من الحكومات، وتعاونا بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى وعي مجتمعي متزايد. ومع ذلك، تظل بعض الأسئلة قائمة من قبيل: هل ستتمكن الدول من توفير التمويل الكافي؟ وما مدى جدية الحكومات في تطبيق التشريعات الجديدة؟ وهل سينجح الوعي المجتمعي في تغيير سلوكيات مستخدمي الطرق؟ وما هي المعايير التي سيتم اعتمادها لقياس نجاح الخطة بحلول سنة 2030؟

فتحقيق هذه الأهداف لن يكون سهلا، لكنه ممكن إذا تضافرت الجهود الدولية والمحلية لجعل الطرق أكثر أمانا للجميع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق