أظهرت الخطابات الملكية، منذ الكلمة التاريخية التي ألقاها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عندما كان وليا للعهد، في قمة الأرض بريو دي جانيرو لسنة 1992، التزاما قويا ومتواصلا بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، حيث أكد جلالته في تلك الكلمة عن أهمية التضامن الدولي لمعالجة القضايا البيئية، معتبرا أن احترام البيئة مسؤولية أخلاقية وإنسانية تستدعي رؤية عالمية مشتركة.
وفي الرسائل والخطابات التي توالت بعد ذلك، مثل الرسالة الملكية في الدورة السابعة لمؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية بمراكش 2001، والخطاب الملكي في قمة التنمية المستدامة بجوهانسبرغ 2002، ركز جلالته على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة. كما دعا في رسالته الموجهة إلى قمة كوبنهاغن حول المناخ عام 2009 إلى التزامات دولية واضحة لمكافحة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أهمية تحقيق العدالة المناخية.
وفي خطاباته الأخيرة، لا سيما خطاب عيد العرش لعام 2024، أبدى جلالة الملك اهتماما بالغا بقضية الماء، التي أصبحت أزمة مصيرية بفعل الجفاف المستمر لست سنوات، وتأثير التغيرات المناخية المتزايدة. دعا جلالته إلى تسريع تنفيذ البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي، وتوسيع محطات تحلية مياه البحر، مع التركيز على تطوير صناعة وطنية متخصصة في هذا المجال.
كما حث على ترشيد استهلاك المياه، وضمان التنسيق بين السياسات المائية والفلاحية، مؤكدا أن الحفاظ على الموارد المائية أولوية وطنية لتحقيق استدامة شاملة.
تعكس الرؤية الملكية، من خلال هذه الخطابات، نهجا شاملا يعزز التضامن الدولي، ويضع التنمية المستدامة كهدف أساسي، مع التركيز على مواجهة التحديات البيئية بإجراءات فعالة ومبتكرة.