الحزام والطريق.. مشروع القرن لتعزيز التكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي

ECO172 فبراير 2025
الحزام والطريق.. مشروع القرن لتعزيز التكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي
إيمان بنسعيد

مبادرة الحزام والطريق (Belt and Road Initiative – BRI)، هي مشروع ضخم أطلقته الصين خلال سنة 2013 ، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول عبر إنشاء شبكة من الطرق البرية والبحرية تربط آسيا بأوروبا و،فريقيا.

تعتبر هذه المبادرة واحدة من أكبر المشاريع التنموية في التاريخ الحديث، وتستهدف تعزيز التكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي بين الدول المشاركة. وهي مستوحاة من طريق الحرير التاريخي الذي كان يربط الصين بآسيا الوسطى وأوروبا في العصور القديمة.

تتكون المبادرة من جزأين رئيسيين: الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي يشمل الطرق البرية ، وطريق الحرير البحر للقرن الحادي والعشرين، الذي يشمل الممرات البحرية.

كما تهدف المبادرة إلى تعزيز التجارة الدولية من خلال تسهيل تدفق السلع والخدمات بين الصين والدول المشاركة. كما تسعى إلى تحسين البنية التحتية عبر بناء وتطوير الطرق، السكك الحديدية، الموانئ، والمطارات في الدول المشاركة. بالإضافة إلى ذلك، تشجع المبادرة الاستثمارات الصينية في الدول النامية لدعم مشاريع التنمية وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة من خلال مشاريع مشتركة. من الناحية السياسية، تسعى الصين، من خلال هذه المبادرة، إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي على المستوى الدولي.

وتشمل المبادرة أكثر من 140 دولة، منها دول في آسيا، أوروبا، إفريقيا، وأمريكا اللاتينية. ومن أبرز المشاريع التي تم تنفيذها ضمن المبادرة ميناء جوانجزهاو Guangzhou Port في باكستان، والذي يعتبر أحد أكبر الاستثمارات الصينية في الخارج، والسكة الحديدية أديس أبابا بدجيبوتي التي تربط إثيوبيا بميناء جيبوتي. كما تم إنشاء شبكة سكك حديدية تربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى، مما سهل نقل البضائع بين القارتين.

ورغم الفوائد الاقتصادية التي توفرها المبادرة، إلا أنها تواجه بعض الانتقادات، بحيث تشمل هذه الانتقادات مخاوف تتعلق بزيادة ديون الدول المشاركة بسبب القروض الضخمة التي تقدمها الصين، مما قد يؤدي إلى تبعية اقتصادية. كما يتم انتقاد عدم شفافية بعض العقود والمشاريع، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية السلبية لبعض المشاريع الكبيرة. بحيث أدت بعض مشاريع البنية التحتية إلى تدمير موائل طبيعية وزيادة التلوث.

رغم التحديات والانتقادات، تظل المبادرة إطارا مهما للتعاون الدولي وفرصة للدول النامية لتحسين بنيتها التحتية وتعزيز نموها الاقتصادي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق