التغير المناخي ودور المجتمع المدني في مواجهته

ECO177 فبراير 2025
التغير المناخي ودور المجتمع المدني في مواجهته

مداخلة بعنوان “التغير المناخي ودور المجتمع المدني في مواجهته”، للدكتور محمد خضر محمد الجبوري، المختص في شؤون البيئة والمناخ والتنمية المستدامة-العراق، إثر مشاركته بالندوة العلمية التي تحمل عنوان: “المجتمعات في مواجهة تداعيات التغير المناخي”، التي استضافتها دائرة قصر الثقافة والفنون في كركوك يوم الأحد الماضي والتي توصلت جريدة إيكو 17 ECO، بنسخة منها.

التغير المناخي يمثل أحد أكبر التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، والتصحر، وازدياد الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف، هذه التغيرات لها آثار خطيرة على البيئة، والاقتصاد، والصحة العامة، والأمن الغذائي.

أولا: دور المجتمع المدني في مواجهة التغير المناخي

المجتمع المدني، بما يشمل المنظمات غير الحكومية، الجمعيات البيئية، الناشطين، والمواطنين، يلعب دورا محوريا في التخفيف من آثار التغير المُناخي والتكيف معها من خلال:

  1. التوعية والتعليم
    • نشر الوعي حول أسباب التغير المُناخي وآثاره وكيفية مواجهته.
    • تنظيم ورش عمل، محاضرات، وحملات إعلامية لتثقيف المجتمع حول أهمية الحد من الانبعاثات الكربونية.
  2. الضغط على صناع القرار
    • المطالبة بوضع سياسات وتشريعات تدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة.
    • مراقبة تنفيذ الاتفاقيات البيئية الدولية، مثل اتفاقية باريس للمناخ، والضغط لتطبيقها محلياً.
  3. تعزيز الاستدامة البيئية
    • تشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
    • دعم المشاريع البيئية مثل إعادة التشجير، إدارة النفايات، وتقليل استهلاك البلاستيك.
  4. التعاون مع القطاعات المختلفة
    • بناء شراكات بين المجتمع المدني، الحكومة، والقطاع الخاص لتعزيز المبادرات البيئية.
    • دعم الشركات التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة والترويج لمنتجات مستدامة.
  5. الاستجابة للكوارث البيئية
    • تقديم المساعدات الإنسانية في حالات الطوارئ الناجمة عن التغير المُناخي، مثل الفيضانات والجفاف.
    • دعم المجتمعات المتضررة وتوفير حلول للتكيف مع الظروف المُناخية المتغيرة.
  6. البحث العلمي والمبادرات البيئية
    • دعم الدراسات والأبحاث حول التغير المُناخي والحلول الممكنة لمواجهته.
    • تشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا الخضراء، مثل أنظمة الزراعة الذكية والمباني المستدامة.

ثانيا: أبرز التحديات التي يواجهها المجتمع في مواجهة التغير المُناخي

  1. ندرة الموارد المائية: تؤدي التغيرات المُناخية إلى انخفاض معدلات هطول الأمطار وزيادة الجفاف، مما يؤثر على الزراعة وإمدادات المياه.
  2. تدهور الأمن الغذائي: يؤدي تغير المُناخ إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بسبب التصحر، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الآفات الزراعية.
  3. الكوارث الطبيعية المتزايدة: مثل الفيضانات، العواصف، وحرائق الغابات التي تؤدي إلى خسائر بشرية واقتصادية.
  4. التأثيرات الصحية: زيادة انتشار الأمراض المرتبطة بالمُناخ مثل الأمراض التنفسية والجلدية بسبب التلوث وارتفاع درجات الحرارة.
  5. الهجرة البيئية: تؤدي التغيرات المُناخية إلى نزوح السكان من المناطق المتضررة بسبب نقص الموارد أو الكوارث الطبيعية.
  6. ضعف البنية التحتية: البنية التحتية في العديد من الدول غير مجهزة لمواجهة تأثيرات التغير المُناخي، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والتغيرات في أنماط الطقس.
  7. نقص الوعي المجتمعي: قلة الوعي حول التغير المُناخي وأساليب التكيف تحد من قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات.

ثالثا: جهود المجتمع المدني في تعزيز الوعي البيئي

تلعب الجهود التطوعية والمبادرات المجتمعية دوراً حيوياً في تعزيز الوعي البيئي وتحقيق الاستدامة من خلال عدة آليات، أبرزها:

  1. نشر الوعي البيئي والتثقيف العام
    • تنظيم حملات توعوية حول قضايا بيئية مثل التغير المُناخي، التلوث، وإدارة النفايات.
    • عقد ورش عمل وندوات لتعريف المجتمع بالممارسات البيئية المستدامة.
    • إنتاج محتوى إعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعزز السلوكيات البيئية الصحيحة.
  2. تنفيذ مشاريع بيئية مستدامة
    • زراعة الأشجار في المدن والمناطق المتضررة من التصحر لتعزيز الغطاء النباتي.
    • إنشاء حدائق مجتمعية لتشجيع الزراعة الحضرية والاكتفاء الذاتي من الغذاء.
    • إطلاق مبادرات لإعادة التدوير وتقليل النفايات البلاستيكية.
  3. تحفيز المشاركة المجتمعية والمسؤولية البيئية
    • تنظيم حملات لتنظيف الأماكن العامة والحدائق والشواطئ، مما يعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية.
    • تشجيع الأفراد على استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، مثل المشي وركوب الدراجات.
    • دعم المشاريع البيئية الناشئة من خلال الحاضنات الاجتماعية والتمويل الجماعي.
  4. تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص
    • التعاون مع المؤسسات الحكومية لتطوير سياسات بيئية أكثر استدامة.
    • تحفيز الشركات على تبني ممارسات صديقة للبيئة، مثل تقليل انبعاثات الكربون واستخدام الطاقة المتجددة.
    • تعزيز مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات لتقديم دعم للمشاريع البيئية.
  5. تمكين الشباب والمتطوعين
    • إشراك الشباب في برامج تدريبية على الاستدامة والابتكار البيئي.
    • تحفيز طلاب المدارس والجامعات على تطوير حلول بيئية من خلال المسابقات والمشاريع البحثية.
    • إنشاء منصات إلكترونية لتنسيق الجهود التطوعية وتعزيز تأثيرها.

رابعا : دور المجتمع المدني في التأثير على السياسات البيئية

أصبح المجتمع المدني اليوم قوة ضاغطة كبيرة على الحكومات في عديد من الدول لتبني سياسات بيئية أكثر فاعلية. هذا التوجه يعكس تزايد الوعي البيئي في مختلف أنحاء العالم، خاصة مع تزايد المخاطر البيئية مثل تغير المُناخ، وتلوث الهواء، وفقدان التنوع البيولوجي. من خلال الاحتجاجات، الحملات الإعلامية، والتفاعل مع السياسات الحكومية، نجح المجتمع المدني في رفع مستوى الضغط على الحكومات لتطبيق تشريعات أكثر صرامة تهدف إلى حماية البيئة وتحقيق الاستدامة. كما أن الدور الفعّال للمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية في تقديم الحلول والإشراف على تنفيذ السياسات يعزز من فاعلية تلك السياسات البيئية.

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنه تم تكريم الخبير البيئي، محمد خضر محمد الجبوري، من قبل الأستاذ حكيم، رئيس فريق الأيادي الخضراء التطوعي، تقديراً لجهوده الهامة في خدمة البيئة والمجتمع، ولدوره الفعال في تعزيز الوعي البيئي والتنمية المستدامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق