تخيل أن الشمس تشرق اليوم في نقطة الشرق الحقيقية وتغرب في نقطة الغرب الحقيقية، فتوزع نورها بالتساوي على نصفي الكرة الأرضية. إنها لحظة عابرة يتوازن فيها الزمن، وكأن الأرض تأخذ نفسا عميقا قبل أن تمضي قدما نحو أيام أطول في الشمال وليال أطول في الجنوب.
يصادف اليوم، 20 مارس 2025، موعد الاعتدال الربيعي، وهي ظاهرة فلكية تحدث عندما تتعامد أشعة الشمس تماما على خط الاستواء، مما يؤدي إلى تساوي طول النهار والليل في جميع أنحاء العالم. يحدث هذا الحدث عادة بين 19 و21 مارس، ويختلف التاريخ المحدد لكل سنة بسبب الفروق الزمنية في دوران الأرض حول الشمس.
ويحدث الاعتدال الربيعي عندما يكون محور الأرض في وضع مستقيم نسبيا مقابل الشمس، مما يسمح بتوزيع متساو للضوء بين نصفي الكرة الأرضية. وفي هذا اليوم، تشرق الشمس من نقطة الشرق الحقيقية وتغرب في نقطة الغرب الحقيقية، وتكون مدة النهار والليل متساوية تقريبا. بعد هذا اليوم، تبدأ ساعات النهار بالزيادة في نصف الكرة الشمالي، بينما تتناقص في النصف الجنوبي.
كما يمثل الاعتدال الربيعي نقطة تحول في الفصول، حيث يبدأ الربيع في نصف الكرة الشمالي والخريف في النصف الجنوبي. ترتفع درجات الحرارة تدريجيا، ما يؤدي إلى ازدهار النباتات وتحسن الأحوال الجوية في العديد من المناطق، حيث تحتفل العديد من الشعوب بهذه الظاهرة من خلال طقوس ومهرجانات تعبر عن بداية الحياة الجديدة، مثل عيد النيروز في بعض الدول الآسيوية واحتفال سيمبوريجادا Cimburijada في البوسنة، حيث يجتمع الناس لتناول البيض المخفوق احتفالا بالربيع.
ويعد الاعتدال الربيعي حدثا مهما في التقويم الفلكي والثقافي، إذ يرمز إلى التوازن والتجدد.
فبعد هذا اليوم، ستزداد ساعات النهار تدريجيا حتى نصل إلى الانقلاب الصيفي في 21 يونيو، وهو اليوم الأطول في السنة في نصف الكرة الشمالي.
